الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                        معلومات الكتاب

                                                                                                        نصب الراية في تخريج أحاديث الهداية

                                                                                                        الزيلعي - جمال الدين عبد الله بن يوسف الزيلعي

                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                        [ ص: 420 ] ( وإن ) ( علم ذلك في الصلاة استدار إلى القبلة وبنى عليه ) لأن أهل قباء لما سمعوا بتحول القبلة استداروا كهيئتهم في الصلاة ، واستحسنه النبي عليه الصلاة والسلام [ ص: 421 ] وكذا إذا تحول رأيه إلى جهة أخرى توجه إليها لوجوب العمل بالاجتهاد فيما يستقبل من غير نقض المؤدى قبله .

                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                        { الحديث السادس } :

                                                                                                        روي أن أهل قباء لما سمعوا بتحول القبلة استداروا كهيئتهم ، [ ص: 421 ] واستحسنه النبي صلى الله عليه وسلم قلت : أخرجه البخاري ومسلم عن مالك عن عبد الله بن دينار عن عبد الله بن عمر ، قال : { بينما الناس في صلاة الصبح بقباء إذ جاءهم آت ، فقال : إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد أنزل عليه الليلة ، وقد أمر أن يستقبل القبلة ، فاستقبلوها ، وكانت وجوههم إلى الشام ، فاستداروا إلى الكعبة ، }انتهى .

                                                                                                        وأخرجا أيضا عن البراء بن عازب ، قال : { صليت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى بيت المقدس ستة عشر شهرا حتى نزلت : { وحيثما كنتم فولوا وجوهكم شطره }فنزلت بعدما صلى النبي صلى الله عليه وسلم فانطلق رجل من القوم فمر بناس من الأنصار وهم يصلون ، فحدثهم بالحديث ، فولوا وجوههم قبل البيت ، }انتهى .

                                                                                                        وفي لفظ لهما : ستة عشر شهرا ، وسبعة عشر شهرا ، وأخرج مسلم عن أنس { أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يصلي نحو بيت المقدس ، فنزلت : { قد نرى تقلب وجهك في السماء فلنولينك قبلة ترضاها فول وجهك شطر المسجد الحرام }فمر رجل من بني سلمة ، وهم ركوع في صلاة الفجر ، وقد صلوا ركعة ، فنادى : ألا إن القبلة قد حولت ، فمالوا كما هم نحو القبلة ، }انتهى .

                                                                                                        انفرد به مسلم ، وأخرج البخاري عن أبي إسحاق عن البراء ، قال : { كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي نحو بيت المقدس ستة عشر ، أو سبعة عشر شهرا ، وكان عليه السلام يعجبه أن يكون قبلته قبل البيت ، وأنه صلى أول صلاة صلاها صلاة العصر ، وصلى معه قوم ، فخرج رجل ممن صلى معه ، فمر على أهل مسجد وهم ركوع ، فقال : أشهد بالله لقد صليت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل مكة ، فداروا كما هم ، قبل البيت ، }مختصر ، وفي لفظ آخر ، { فانحرفوا وهم ركوع في صلاة العصر ، }انفرد به البخاري في " كتاب الإيمان في باب الإيمان من الصلاة " ، وروى ابن سعد في " الطبقات " ، أخبرنا محمد بن عمر هو الواقدي ثنا عمر بن صالح عن صالح مولى التوأمة ، قال : سمعت { محمد بن عبد الله بن سعد يقول : صليت القبلتين مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فصرفت القبلة إلى البيت ، ونحن في صلاة [ ص: 422 ] الظهر ، فاستدار رسول الله صلى الله عليه وسلم واستدرنا معه }انتهى .




                                                                                                        الخدمات العلمية