الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                        معلومات الكتاب

                                                                                                        نصب الراية في تخريج أحاديث الهداية

                                                                                                        الزيلعي - جمال الدين عبد الله بن يوسف الزيلعي

                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                        قال : ( وإن مرت دابة بين القريتين وعليها قتيل فهو على أقربهما ) لما روي { أن النبي عليه الصلاة والسلام أتي بقتيل وجد بين قريتين فأمر أن يذرع }وعن عمر رضي الله عنه أنه لما كتب إليه في القتيل الذي وجد بين وادعة وأرحب كتب بأن يقيس بين قريتين فوجد القتيل إلى وادعة أقرب فقضى عليهم بالقسامة ، قيل : هذا محمول على ما إذا كان بحيث يبلغ أهله الصوت ، لأنه إذا كان بهذه الصفة يلحقه الغوث فتمكنهم النصرة وقد قصروا . [ ص: 473 ] قالوا : ( وإن وجد القتيل في دار إنسان فالقسامة عليه ) لأن الدار في يده ( والدية على عاقلته ) لأن نصرته منهم وقوته بهم .

                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                        الحديث السادس : روي { أنه عليه السلام أتي في قتيل وجد بين قريتين ، فأمر أن تذرع }; قلت : رواه أبو داود الطيالسي ، وإسحاق بن راهويه ، والبزار في " مسانيدهم " ، والبيهقي في " سننه " عن أبي إسرائيل الملائي ، واسمه إسماعيل بن أبي إسحاق عن عطية عن أبي سعيد الخدري { أن قتيلا وجد بين حيين ، فأمر النبي صلى الله عليه وسلم أن يقاس ، إلى أيهما أقرب ، فوجد أقرب إلى أحد الحيين بشبر ، قال الخدري : كأن أنظر إلى شبر رسول الله صلى الله عليه وسلم فألقى ديته عليهم }انتهى .

                                                                                                        ورواه ابن عدي ، والعقيلي في " كتابيهما " بلفظ : { فألقى ديته على أقربهما } ، وأعلاه بأبي إسرائيل ، فضعفه ابن عدي عن قوم ، ووثقه عن آخرين ، وقال البزار : أبو إسرائيل ليس بالقوي في الحديث ، وذكره عبد الحق في " أحكامه " من جهة البزار ، ثم قال : وأبو إسرائيل ، قال النسائي فيه : ليس بثقة ، وكان يسب عثمان رضي الله عنه ، قال : وثقه ابن معين انتهى .

                                                                                                        وقال البيهقي في " المعرفة " : إنما روى هذا الحديث أبو إسرائيل الملائي عن عطية العوفي ، وكلاهما ضعيف انتهى .

                                                                                                        وأخرجه ابن عدي أيضا عن الصبي بن أشعث بن سالم السلولي . سمعت عطية العوفي عن الخدري به ، ولين الصبي هذا ، وقال : إن في بعض حديثه ما لا يتابع عليه ، ولم أر للمتقدمين فيه كلاما ، ورواه عن عطية أبو إسرائيل انتهى .

                                                                                                        قوله : وروي عن عمر أنه لما كتب إليه في القتيل الذي وجد بين وادعة ، وأرحب ، [ ص: 473 ] كتب بأن يقيس بين القريتين ، فوجد القتيل إلى وادعة أقرب ، فقضى عليهم بالقسامة ; قلت : رواه ابن أبي شيبة في " مصنفه " حدثنا وكيع ثنا إسرائيل عن أبي إسحاق عن الحارث بن الأزمع ، قال : وجد قتيل باليمن بين وادعة ، وأرحب ، فكتب عامل عمر بن الخطاب إليه ، فكتب إليه عمر أن قس ما بين الحيين ، فإلى أيهما كان أقرب ، فخذهم به ، قال : فقاسوا ، فوجدوه أقرب إلى وادعة ، فأخذنا ، وأغرمنا ، وأحلفنا ، فقلنا : يا أمير المؤمنين ، أتحلفنا ، وتغرمنا ؟ قال : نعم فأحلف منا خمسين رجلا بالله ما قتلت ، ولا علمت قاتلا ، انتهى .




                                                                                                        الخدمات العلمية