الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                        معلومات الكتاب

                                                                                                        نصب الراية في تخريج أحاديث الهداية

                                                                                                        الزيلعي - جمال الدين عبد الله بن يوسف الزيلعي

                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                        [ ص: 84 - 86 ] ( ثم الآفاقي إذا انتهى إليها على قصد دخول مكة عليه أن يحرم قصد الحج أو العمرة أو لم يقصد عندنا ) لقوله عليه الصلاة والسلام { لا يجاوز أحد الميقات إلا محرما }ولأن وجوب الإحرام لتعظيم هذه البقعة الشريفة ، فيستوي [ ص: 87 ] فيه الحاج والمعتمر وغيرهما ( ومن كان داخل الميقات له أن يدخل مكة بغير إحرام لحاجته ) لأنه يكثر دخوله مكة ، وفي إيجاب الإحرام في كل مرة حرج بين فصار كأهل مكة ، حيث يباح لهم الخروج منها ، ثم دخولها بغير [ ص: 88 ] إحرام لحاجتهم بخلاف ما إذا قصد أداء النسك لأنه يتحقق أحيانا فلا حرج

                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                        الحديث السابع : قال عليه السلام : { لا يتجاوز أحد الميقات إلا محرما } ، قلت : [ ص: 87 ] رواه ابن أبي شيبة في " مصنفه " حدثنا عبد السلام بن حرب عن خصيف عن سعيد بن جبير عن ابن عباس أن النبي عليه السلام ، قال : { لا تجاوزوا الوقت إلا بإحرام }انتهى .

                                                                                                        وكذلك رواه الطبراني في " معجمه " ، وروى الشافعي في " مسنده " أخبرنا ابن عيينة عن عمرو عن أبي الشعثاء أنه رأى ابن عباس يرد من جاوز الميقات غير محرم انتهى .

                                                                                                        ومن طريق الشافعي رواه البيهقي في " المعرفة " ، ورواه ابن أبي شيبة في " مصنفه " حدثنا وكيع عن سفيان عن حبيب بن أبي ثابت عن ابن عباس ، فذكره : حدثنا ابن علية عن أيوب عن عمرو بن دينار عن جابر نحوه ، وكان جابر هذا هو أبو الشعثاء ، وروى إسحاق بن راهويه في " مسنده " أخبرنا فضيل بن عياض عن ليث بن أبي سليم عن عطاء عن ابن عباس ، قال : إذا جاوز الوقت فلم يحرم حتى دخل مكة رجع إلى الوقت فأحرم ، فإن خشي إن رجع إلى الوقت ، فإنه يحرم ، ويهريق لذلك دما انتهى .

                                                                                                        حديث يشكل على المذهب : أخرجه البخاري ، ومسلم عن مالك عن ابن شهاب عن أنس { أن النبي عليه السلام دخل مكة عام الفتح ، وعلى رأسه المغفر ، فلما نزعه جاءه رجل ، فقال : يا رسول الله ، ابن خطل متعلق بأستار الكعبة ، ، فقال عليه السلام : اقتلوه }انتهى .

                                                                                                        زاد البخاري : قال مالك : ولم يكن النبي عليه السلام يومئذ فيما نرى والله أعلم محرما انتهى . والذي وجدته في " الموطأ " ، قال مالك : قال ابن شهاب : ولم يكن رسول الله صلى الله عليه وسلم يومئذ محرما انتهى .

                                                                                                        وأخرجه مسلم عن أبي الزبير عن جابر { أن [ ص: 88 ] النبي عليه السلام دخل يوم فتح مكة وعليه عمامة سوداء بغير إحرام }انتهى . وبوب له " باب دخول مكة بغير إحرام " انتهى . وكذلك في " الموطأ " .




                                                                                                        الخدمات العلمية