الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
[ ص: 212 ] فصل

[ العمرة ]

العمرة سنة ، وهي : الإحرام ، والطواف ، والسعي ، ثم يحلق أو يقصر ، وهي جائزة في جميع السنة ، وتكره يومي عرفة والنحر وأيام التشريق ، ويقطع التلبية في أول الطواف .

التالي السابق


فصل

( العمرة سنة ) وينبغي أن يأتي بها عقيب الفراغ من أفعال الحج ، لقوله - عليه الصلاة والسلام - :

[ ص: 213 ] " تابعوا بين الحج والعمرة ، فإنه يزيد في العمر والرزق ، وينفيان الذنوب كما ينفي الكير خبث الحديد " . وقال - عليه الصلاة والسلام - : ( الحج جهاد والعمرة تطوع ) وأنه نص في الباب ، والآية : ( وأتموا الحج ) محمولة على وجوب الإتمام ، وذلك يكون بعد الشروع ، ونحن نقول بوجوب الإتمام بعد الشروع ، ولا حجة فيها على الوجوب ابتداء .

قال : ( وهي الإحرام والطواف والسعي ، ثم يحلق أو يقصر ) للتحليل ، هكذا فعله - صلى الله عليه وسلم - في حجة الوداع ( وهي جائزة في جميع السنة ) لأنها غير مؤقتة بوقت .

( وتكره يومي عرفة والنحر وأيام التشريق ) منقول عن عائشة ، والظاهر أنه سماع من النبي - صلى الله عليه وسلم - ولأن عليه في هذه الأيام باقي أفعال الحج ، فلو اشتغل بالعمرة ربما اشتغل عنها فتفوت ، ولو أداها فيها جاز مع الكراهة كصلاة التطوع في الأوقات الخمسة المكروهة .

( ويقطع التلبية في أول الطواف ) لأنه - عليه الصلاة والسلام - قطعها لما استلم الحجر ، والله أعلم .




الخدمات العلمية