الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                صفحة جزء
                                                                                                                [ ص: 375 ] الباب الحادي عشر

                                                                                                                في القدوم على ضريحه

                                                                                                                وقد كره مالك أن يقال : زرنا النبي عليه السلام ، وأن يسمى زيارة ، قال صاحب ( تهذيب الطالب ) : لأن شأن الزائر الفضل والتفضيل على المزور ، وهو صاحب الفضل والمنة ، وكذلك أن يقال : طواف الزيارة ، وقيل : لأن الزيارة تشعر بالإباحة ، وزيارة النبي عليه السلام من السنة المتأكدة ، ولو استؤجر رجل على الحج والزيارة فتعذرت عليه الزيارة ، قال ابن أبي زيد : يرد من الأجرة بقدر مسافة الزيارة ، وقيل : يرجع ثانية حتى يزور ، وقال سند : يستحب لمن فرغ من حجه إتيان مسجده عليه السلام فيصلي فيه ، ويسلم على النبي ، وفي أبى داود قال عليه السلام : ( ما من أحد يسلم علي إلا رد الله عز وجل علي روحي حتى أرد عليه السلام ) ويروى عنه عليه السلام أنه قال : ( من زار قبري وجبت له شفاعتي ، ومن زار قبري وجبت له الجنة ) ويروى عنه أنه قال : ( من زارني بعد وفاتي فكأنما زارني في حياتي ) وحكى العتبي أنه كان [ ص: 376 ] جالسا عند قبره عليه السلام فجاء أعرابي فقال : السلام عليك يا رسول الله ، سمعت الله يقول : ( ولو أنهم إذ ظلموا أنفسهم جاءوك فاستغفروا الله واستغفر لهم الرسول لوجدوا الله توابا رحيما ) [ النساء 64 ] ، وقد جئتك مستغفرا من ذنبي ، مستشفعا بك إلى ربي ، ثم أنشأ يقول :


                                                                                                                يا خير من دفنت بالقاع أعظمه فطاب من طيبهن القاع والأكم     نفسي الفداء لقبر أنت ساكنه
                                                                                                                فيه العفاف وفيه الجود والكرم

                                                                                                                ثم انصرف الأعرابي فحملتني عيني فرأيت النبي - صلى الله عليه وسلم - في النوم فقال لي : يا عتبي : الحق الأعرابي فبشره أن الله قد غفر له .

                                                                                                                التالي السابق


                                                                                                                الخدمات العلمية