الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                        849 813 - مالك ، عن عبد الله بن دينار ; أنه كان يرى عبد الله بن عمر يهدي في الحج بدنتين بدنتين . وفي العمرة بدنة بدنة . قال : ورأيته في العمرة ينحر بدنة . وهي قائمة في دار خالد بن أسيد . وكان فيها منزله . قال : ولقد رأيته طعن في لبة بدنته ، حتى خرجت الحربة من تحت [ ص: 257 ] كتفها .

                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                        17539 - قال أبو عمر : في هذا الخبر من الفقه أن للإنسان أن يتطوع من الهدي بما شاء ، ويسوق منه ما شاء .

                                                                                                                        17540 - وقد ساق رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في حجته مائة بدنة وجعلها بينه وبين علي ، رضي الله عنه .

                                                                                                                        17541 - وكان يضحي بكبشين .

                                                                                                                        [ ص: 258 ] 17542 - وأما نحره بدنة قائمة فهي السنة ، تنحر البدن قياما لقول الله ، عز وجل : فاذكروا اسم الله عليها صواف [ الحج : 36 ] ، والصواف التي قد صفت قوائمها . ومن قرأ ( صوافنا ) فإنه يريد : قائمة على ثلاث قوائم ومن قرأ ( صوافي ) أراد : خالصة لله .

                                                                                                                        17543 - والاختيار عند الجميع أن لا تنحر البدنة إلا قائمة إلا أن تمتنع من ذلك ، وما أظنهم - والله أعلم - استحبوا نحرها قياما إلا لقوله ، عز وجل : فإذا وجبت جنوبها [ الحج : 36 ] ، أي سقطت على جنوبها إلى الأرض .

                                                                                                                        17544 - وأما نحره في منزله في دار خالد بن أسيد فإن مكة كلها منحر ، ينحر منها حيث شاء في العمرة ، ومنى منحر في الحج .

                                                                                                                        17545 - وأما طعنه في لبة بدنه ، فهو موضع النحر .

                                                                                                                        17546 - ولا خلاف أن نحر الإنسان بيده لما ينحر من هديه وذبحه لما يذبح منه أفضل من أن يوليه غيره عند جماعة أهل العلم ; لأن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - نحر بعض [ ص: 259 ] هديه ، وهو الأكثر ، وولى عليا نحر سائره ، وكان قد أشركه في هديه .

                                                                                                                        17547 - وكان مالك ( رحمه الله ) يشدد في أن لا يذبح ولا ينحر للمرء غيره ضحيته ولا بدنته إلا أن يكون من يريد كفايته ويقوم له مقام نفسه .

                                                                                                                        17548 - حدثني محمد بن إبراهيم ، قال : حدثني محمد بن معاوية .

                                                                                                                        17549 - وحدثني عبد الله بن محمد قال : حدثني حمزة بن محمد . قالا : حدثني أحمد بن شعيب ، قال : أخبرنا يعقوب بن إبراهيم ، قال : حدثني يحيى بن سعيد ، قال : حدثني جعفر بن محمد ، قال : حدثني أبي قال : أتينا جابر بن عبد الله فحدثني أن جماعة الهدي التي أتى بها علي من اليمن ، والذي أتي به النبي - صلى الله عليه وسلم - مائة ، فنحر النبي - صلى الله عليه وسلم - منها بيده ثلاثا وستين ، وأعطى عليا فنحر ما غبر وأشركه في هديه ، ثم أمر من كل بدنه ببضعة فجعلت في قدر ، فأكلا من لحمها [ ص: 260 ] وشربا من مرقها .

                                                                                                                        17550 - قال أبو عمر : أما خروج الحربة من تحت كتف البدنة فدال على قوة عبد الله بن عمر - رضي الله عنه - كان هو وأخوه عبيد الله بن عمر يشبهان أباهما في القوة والجلد وأعظم الخلق .




                                                                                                                        الخدمات العلمية