الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                        1006 [ ص: 250 ] ( 15 ) باب ما تكون فيه الشهادة

                                                                                                                        962 - مالك ، عن زيد بن أسلم ؛ أن عمر بن الخطاب كان يقول : اللهم إني أسألك شهادة في سبيلك ، ووفاة ببلد رسولك .

                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                        20236 - قال أبو عمر : روى هذا الحديث معمر ، عن هشام بن عروة ، عن أبيه : أن عمر بن الخطاب ، قال : اللهم إني أسألك شهادة في سبيلك ووفاة في مدينة رسولك .

                                                                                                                        20237 - وهذا الحديث يدل على أن المقتول ظلما شهيد في غزاة ، أو في غير غزاة ، في بلاد الحرب وغيرها .

                                                                                                                        20238 - وقد أجاب الله تعالى دعوة عمر إذ قتله كافر ، ولم يجعل الله قتله بيد مسلم ، كما كان يتمناه لنفسه .

                                                                                                                        20239 - ويدل أيضا هذا الحديث على فضل المدينة لتمني عمر أن يكون وفاته بها ، كما جاء عن النبي - صلى الله عليه وسلم - في الباب قبل هذا من قوله : " ما على الأرض بقعة أحب إلي أن يكون قبري بها منها .

                                                                                                                        20240 - ولم ينكر أحد من العلماء للمدينة فضلها على سائر البقاع إلا مكة ، فإن الآثار والعلماء اختلفوا في ذلك ، ولم يكن لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - ولا للمهاجرين من مكة معه سبيل إلى استيطان مكة ، لما تقدم ذكرنا له ، فمن هنا لم نجد لمكة ذكرا [ ص: 251 ] في حديث عمر ، والله أعلم .

                                                                                                                        20241 - وفي هذا الباب عند أكثر رواة الموطأ حديث جابر بن عبيد ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال : الشهداء سبعة سوى القتل في سبيل الله ، فذكر : المطعون ، والمبطون ، والغريق ، والحريق ، وصاحب ذات الجنب ، والذي يموت تحت الهدم ، والمرأة تموت بجمع .

                                                                                                                        20242 - وقد مضى القول في هذا المعنى من رواية يحيى في الموطأ .

                                                                                                                        20243 - ويدخل في هذا الباب لأنه مما تكون فيه الشهادة .

                                                                                                                        20244 - ويدخل فيه قول عمر : الشهيد من احتسب نفسه على الله .

                                                                                                                        20245 - ذكر عبد الرزاق ، عن معمر ، عن الزهري ، قال : " مر عمر بقوم وهم يذكرون سرية هلكت ، فقال بعضهم : هم شهداؤهم في الجنة ، وقال بعضهم : لهم ما احتسبوا ، فقال عمر : إن من الناس من يقاتل رياء ، ومنهم من يقاتل حمية ، ومنهم من يقاتل إذا دهمه القتال ورهقه ، ومنهم من يقتل ابتغاء وجه الله ، فأولئك الشهداء ، وإن كل نفس تبعث على ما تموت عليه ، ولا تدري نفس ما يفعل بها ، إلا الذي قد غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر - يعني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - .

                                                                                                                        20246 - وروى أبو العجفاء ، عن عمر بن الخطاب ، أنه قال في خطبة خطبها : تقولون في مغازيكم قتل فلان شهيدا ، ولعله قد أوقر دابته غلولا ، لا تقولوا [ ص: 252 ] ذلك ، ولكن قولوا : من قتل في سبيل الله ، فهو في الجنة .

                                                                                                                        20247 - وروى الثوري ، عن صالح ، عن أبي عاصم ، عن أبي هريرة ، قال : إنما الشهيد الذي لو مات على فراشه دخل الجنة ، يعني الذي يموت على فراشه ولا ذنب له .




                                                                                                                        الخدمات العلمية