الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                        1638 [ ص: 19 ] ( 2 ) باب ما جاء في سكنى المدينة والخروج منها

                                                                                                                        1637 - مالك ، عن قطن بن وهب بن عمير بن الأجدع أن يحنس مولى الزبير بن العوام أخبره أنه كان جالسا عند عبد الله بن عمر في الفتنة فأتته مولاة له تسلم عليه ، فقالت : إني أردت الخروج يا أبا عبد الرحمن ، اشتد علينا الزمان ، فقال لها عبد الله بن عمر : اقعدي لكع ، فإني سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول : " لا يصبر على لأوائها وشدتها أحد إلا كنت له شفيعا أو شهيدا يوم القيامة " .

                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                        38539 - قال أبو عمر : إنما شكت مولاة ابن عمر إليه حالها في معيشتها ، وعرضت له بالمسألة رجاء رفده فكره أن يفتخر عند جلسائه بالقيام بها ، فذكر لها عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ما ذكره ، وفهمت عنه ، فقعدت . والله تعالى أعلم .

                                                                                                                        38540 - وقوله - عليه السلام - : لا يصبر على لأوائها وشدتها . . " الحديث ، خرج على فقراء المهاجرين الذين كانوا يلزمون رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على شبع بطونهم ، وعلى أقل من الشبع ، ومعلوم أن من أقام معه - عليه السلام - حتى يظهر أمر الله - عز وجل - جدير بأن ينال شفاعته وشهادته له يوم القيامة ، بمؤازرته والرضا بالدون من العيش لصحبته .

                                                                                                                        38541 - وللمدينة بهذا الحديث وما كان مثله فضل عظيم .

                                                                                                                        [ ص: 20 ] 38543 - ولا خلاف بين علماء الأمة في فضلها ، وأنها أفضل بقاع الأرض ، إلا مكة فإنهم اختلفوا في الأفضل منهما ، على ما ذكرناه في باب الصلاة في مسجد النبي - صلى الله عليه وسلم - في كتاب الصلاة ، فلا وجه لإعادته .




                                                                                                                        الخدمات العلمية