الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                        1643 1642 - مالك ، عن ابن حماس ، عن عمه ، عن أبي هريرة أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : " لتتركن المدينة على أحسن ما كانت ، حتى يدخل الكلب [ ص: 29 ] أو الذئب فيغذي على بعض سواري المسجد ، أو على المنبر " فقالوا : يا رسول الله ، فلمن تكون الثمار ذلك الزمان ؟ قال : " للعوافي الطير والسباع " .

                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                        38574 - قال أبو عمر : اختلف عن مالك في اسم ابن حماس هذا فقيل : يوسف بن يونس ، وقيل : يونس بن يوسف ، وقيل : إن يونس بن يوسف غير ابن حماس هذا ، والله أعلم .

                                                                                                                        38575 - وقد روى هذا الحديث جماعة عن مالك ، عن ابن حماس هكذا غير منسوب ولا مسمى ، كما روى يحيى .

                                                                                                                        38576 - وقد ذكرنا من روى عن مالك كل ذلك من أصحابه رواة " الموطأ " في " التمهيد " .

                                                                                                                        38577 - وليس هذا الإسناد عندهم بالبين ، ولم يحتج به مالك في حكم دم ولا فرج ولا مال ، وذكر أنه كان فاضلا عابدا مجاب الدعوة .

                                                                                                                        38578 - وفي حديث هذا الباب إخبار عن غيب يكون ، فكان كما قال - صلى الله عليه وسلم - ومعنى يغذي أي : يبول . وقوله : " أو على المنبر " . شك من المحدث .

                                                                                                                        [ ص: 30 ] 38579 - وأما قوله : " العوافي " . وتفسيره له بالطير والسباع ، فكان كما قال عند أهل العلم بلسان العرب .

                                                                                                                        38580 - ويشهد لذلك حديث أم سلمة ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : " ما من مسلم يحيي أرضا ، فتصيب منها عافية أو يشرب منها كبد إلا كتب الله - عز وجل - له بذلك أجرا " .

                                                                                                                        38581 - والعافية واحد العوافي ، والعافي : " الطالب للحاجة ، وجمعه عوافي وعفاة .

                                                                                                                        38582 - قال الأعشى :


                                                                                                                        يطوف العفاة بأبوابه كطواف النصارى ببيت الوثن

                                                                                                                        38583 - وقال أعرابي لخالد بن عبد الله بن يزيد القسري أيضا :


                                                                                                                        أخالد إني لم أزرك لحاجة سوى أنني عاف وأنت جواد
                                                                                                                        أخالد بين الأجر والحمد حاجتي فأيهما تأتي فأنت عماد



                                                                                                                        38584 - وقد ذكرنا في " التمهيد " حديثين حسنين من حديث أبي ذر [ ص: 31 ] وحديث أبي هريرة ، في معنى حديث ابن حماس هذا ، والحمد لله كثيرا .




                                                                                                                        الخدمات العلمية