الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                            معلومات الكتاب

                                                                                                                                            الحاوي الكبير في فقه مذهب الإمام الشافعي

                                                                                                                                            الماوردي - أبو الحسن علي بن محمد بن حبيب الماوردي

                                                                                                                                            صفحة جزء
                                                                                                                                            فصل : فأما الحائض إذا طهرت في نهار يوم من شهر رمضان ، فليس عليها إمساك بقيته بوفاق أبي حنيفة ، وقد حكي عنه وجوب الإمساك عليها ، وكذلك لو بلغ صبي أو أسلم كافر أو أفاق مجنون في نهار من شهر رمضان ، لم يلزمهم إمساك بقية اليوم كالمسافر والحائض ، وخالفنا أبو حنيفة فألزمهم الإمساك ، وفيما مضى من الدليل كفاية ، فأما المريض إذا أفطر في صدر النهار لمرض ، ثم صح في آخره فعند البغداديين من أصحابنا أنه كالمسافر لا يلزمه الإمساك ، وعند البصريين عليه أن يمسك ؛ لأنه إنما أبيح له الفطر لعجزه عن الصوم فإذا زال العجز ، وأمكنه الصوم ارتفع معنى الإباحة ولزمه الإمساك وليس كذلك المسافر ؛ لأنه يفطر وإن أطاق الصوم ، والقول الأول أقيس ، وهذا أشبه .

                                                                                                                                            التالي السابق


                                                                                                                                            الخدمات العلمية