الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                            معلومات الكتاب

                                                                                                                                            الحاوي الكبير في فقه مذهب الإمام الشافعي

                                                                                                                                            الماوردي - أبو الحسن علي بن محمد بن حبيب الماوردي

                                                                                                                                            صفحة جزء
                                                                                                                                            [ ص: 378 ] مسألة : قال الشافعي رضي الله عنه : فإن كان معتمرا نحره بعد ما يطوف بالبيت ويسعى بين الصفا والمروة قبل أن يحلق عند المروة ، وحيث نحر من فجاج مكة أجزأه ، وإن كان حاجا نحره بعد ما يرمي جمرة العقبة قبل أن يحلق ، وحيث نحر من شاة أجزأه

                                                                                                                                            قال الماوردي : السنة في نحر الهدي أن يكون في موضع الإحلال ، فإن كان معتمرا نحره عند المروة بعد سعيه وقبل حلاقه : لأنه يتحلل من عمرته عند المروة ، وإن كان حاجا نحره بمنى بعد رمي جمرة العقبة وقبل الحلق : لأنه موضع إحلاله الأول من حجه ، فلو نحر المعتمر بمنى ونحر الحاج عند المروة أو نحرا معا في موضع من فجاج مكة أو في سائر الحرم أجزأهما وقال مالك : لا يجزئ المعتمر أن ينحر إلا عند المروة ولا الحاج أن ينحر إلا بمنى .

                                                                                                                                            والدلالة عليه ما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : عرفة كلها موقف ومزدلفة كلها موقف ومنى كلها منحر وفجاج مكة كلها منحر ، ولأنه موضع من الحرم فجاز نحر الهدي فيه قياسا على منى في الحج والمروة في العمرة .

                                                                                                                                            التالي السابق


                                                                                                                                            الخدمات العلمية