الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                            معلومات الكتاب

                                                                                                                                            الحاوي الكبير في فقه مذهب الإمام الشافعي

                                                                                                                                            الماوردي - أبو الحسن علي بن محمد بن حبيب الماوردي

                                                                                                                                            صفحة جزء
                                                                                                                                            فصل : ثم لما تقارب زمان نبوته انتشر في الأمم أن الله سيبعث نبيا في هذا الزمان ، وأن ظهوره قد آن ، فكانت كل أمة لها كتاب تعرف ذلك من كتابها ، وكل أمة لا كتاب لها ترى من الآيات المنذرة ما تستدل عليه بعقولها ، فحكي أنه كان لقريش عيد في الجاهلية ، ينفرد فيه النساء عن الرجال ، فاجتمعن فيه ، فوقف عليهن يهودي وفيهن " خديجة " فقال لهن : يا معشر نساء قريش يوشك أن يبعث فيكن نبي ، فأيتكن استطاعت أن تكون له أرضا فلتفعل ، فوقر ذلك في نفس خديجة .

                                                                                                                                            وروي عن عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - أنه قال : كنت عند وثن من أوثان الجاهلية في نفر من قريش ، وقد ذبح له رجل من العرب عجلا ، ونحن ننظر إليه ليقسم لنا منه إذ سمعت من جوف العجل صوتا ، ما سمعت صوتا قط أنفذ منه ، وذلك قبل الإسلام بشهر ، أو شيعه ، يقول : يا آل ذريح ، أمر نجيح ، ورجل يصيح ، يقول : لا إله إلا الله .

                                                                                                                                            [ ص: 7 ] وروي عن جبير بن مطعم قال : كنا جلوسا عند صنم قبل أن يبعث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بشهر ، فنحرنا جزورا ، فسمعنا صائحا يصيح : اسمعوا إلى العجب ذهب استراق الوحي لنبي بمكة اسمه " أحمد " مهاجر إلى يثرب .

                                                                                                                                            ومثل ذلك كثير يطول به الكتاب ، فجعل الله تعالى هذه المقدمات الخارجة عن العادات توطئة للنبوة ، وقبول رسالته .

                                                                                                                                            التالي السابق


                                                                                                                                            الخدمات العلمية