الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                            صفحة جزء
                                                                                                                                            مسألة : قال الشافعي رضي الله عنه : " فإذا بلغ الإمام المصلى نودي : الصلاة جامعة بلا أذان ولا إقامة " .

                                                                                                                                            قال الماوردي : وهذا كما قال ليس من السنة أن يؤذن لصلاة العيد ، ولا أن يقام لها وإنما ينادى لها الصلاة جامعة أو الصلاة رحمكم الله ، لرواية ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يصلي صلاة العيد بلا أذان ولا إقامة وكذلك أبو بكر ، وعمر ، رضي الله عنهما ، وروى الزهري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يأمر أن ينادى للعيد والاستسقاء : الصلاة جامعة ، وقد كان بعض الولاة أحدث الأذان لصلاة العيد ، فروى أبو قلابة أن أول من أذن لها عبد الله بن الزبير ، وروى سعيد بن المسيب أن أول من أذن لها معاوية ، وخطب لها قبل الصلاة ، وكان مروان من قبله على المدينة فقام بعض الصحابة إلى مروان وقال : لقد أدركت رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبا بكر وعمر ، وعثمان ، وعليا رضي الله عنهم ، يصلون العيد بلا أذان ولا إقامة ويخطبون بعد الصلاة ، قال تلك سنة متروكة ، فقام أبو سعيد الخدري فقال : أما هذا فقد أدى ما عليه ، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : أنكر المنكر بيدك فإن لم تستطع فبلسانك فإن لم تستطع فبقلبك وذلك لضعف الإيمان ثم جرى عليه بنو أمية أيام ملكهم إلى أن ولي بنو العباس ، وردوا الأمر إلى حاله ، وهو اليوم سيرة الأندلس وبلاد المغرب من أعمال بني أمية .

                                                                                                                                            قال الشافعي : فإن قال هلموا إلى الصلاة ، أو حي على الصلاة ، أو قد قامت الصلاة كرهنا ذلك وأجزأه .

                                                                                                                                            التالي السابق


                                                                                                                                            الخدمات العلمية