الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                            صفحة جزء
                                                                                                                                            مسألة : قال الشافعي رضي الله عنه : " وأحب حضور العجائز غير ذات الهيئة العيدين [ ص: 495 ] وأحب إذا حضر النساء العيدين أن يتنظفن بالماء ولا يلبسن شهرة من الثياب وتزين الصبيان بالصبغ والحلي " .

                                                                                                                                            قال الماوردي : هذا صحيح يستحب للعجائز المسنات غير ذوات الهيئات أن يحضرن صلاة العيد ، لقوله صلى الله عليه وسلم لا تحرموا إماء الله مساجد الله ولتخرجن تفلات .

                                                                                                                                            وروى جابر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما فرغ من خطبته جاء إلى النساء ماشيا متكئا على قوس ، فوقف عليهن فوعظهن وذكرهن الله تعالى ، وحثهن على الصدقة ، قال جابر : فتصدقت هذه بثوبها وهذه ببعض حليها وهذه ببعض ما سنح لها فأما حضور النساء الشباب فقد استحبه بعض أصحابنا البغداديين تعلقا بحديث أم عطية أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر بإخراج المخدرات إلى المصلى فقيل : إنهن يحضن فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ليشهدن الدعاء والخير ، وهذا غلط ، بل خروجهن مكروه ، لما يخاف من افتتانهن بالرجال ، وافتتان الرجال بهن ، وحديث أم عطية فيجوز أن يكون متقدما لقوله صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع لنسائه هي هذه ثم على ظهر ، قالت عائشة : لو رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم ما أحدث النساء بعده لمنعهن أشد المنع ، ومن اخترنا حضوره من النساء فيكره لهن الطيب والزينة ، ولبس الشهرة من الثياب ، لقوله صلى الله عليه وسلم وليخرجن تفلات .

                                                                                                                                            التالي السابق


                                                                                                                                            الخدمات العلمية