الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                                          ومن قذف أم النبي صلى الله عليه وسلم قتل ، مسلما كان أو كافرا .

                                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                                          ( ومن قذف أم النبي صلى الله عليه وسلم قتل ، مسلما كان أو كافرا ) يعني : أن حده القتل ، ولا تقبل توبته ، نص عليه ، لما في ذلك من التعرض للقدح في النبوة الموجب للكفر ، وعنه : إن تاب لم يقتل ، وقاله أكثر العلماء ، مسلما كان أو كافرا ، لأن هذا منه ردة ، والمرتد تصح توبته ، وجوابه : أن هذا حد قذف ، فلا يسقط بالتوبة كقذف غير أم النبي صلى الله عليه وسلم ، ولأنه لو قبلت توبته وسقط حده لكان أخف حكما من قذف آحاد الناس ، قال في المنثور : وهذا كافر قتل من سبه ، فيعايا بها ، فلو كان كافرا فأسلم فأشهر الروايتين عنه أنه لا يسقط بإسلامه كقذف غيرها ، وعنه : بلى ، لأنه لو سب الله في كفره ثم أسلم سقط عنه القتل ، ولأن الإسلام يجب ما قبله ، والخلاف إنما هو في سقوط القتل ، فأما في ما بينه وبين الله تعالى فمقبولة ، وقذفه عليه السلام كقذف أمه ، ويسقط سبه بالإسلام كسب الله تعالى .

                                                                                                                          فرع : قال الشيخ تقي الدين : قذف نسائه كقدحه في دينه ، وإنما لم تقتلهم ، [ ص: 98 ] لأنهم تكلموا قبل علمه براءتها ، وأنها من أمهات المؤمنين لإمكان المفارقة ، فتخرج بها منهن ، وتحل لغيره ، وقيل : لا ، وقيل : في غير مدخول بها ، وسأله حرب : رجل افترى على رجل ، فقال : يا ابن كذا وكذا إلى آدم وحواء ؛ فعظمه جدا ، وقال عن الحد : لم يبلغني فيه شيء ، وذهب إلى حد واحد .




                                                                                                                          الخدمات العلمية