الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                                          [ ص: 85 ] " وتجلس متربعة " .

                                                                                                                          التربع : هو الجلوس المعروف وهو اسم فاعل مؤنث من تربع . وتربع مطاوع ربع ؛ لأن صاحب هذه الجلسة قد ربع نفسه كما يربع الشيء إذا جعل أربعا ، والأربع هنا : الساقان والفخذان ، ربعها بمعنى أدخل بعضها تحت بعض .

                                                                                                                          " أو تسدل رجليها " .

                                                                                                                          بفتح التاء مع ضم الدال وكسرها ، وبضم التاء مع كسر الدال ثلاث لغات في المضارع ، وفي الماضي لغتان : سدل وأسدل ، والأول أكثر وأشهر ، كل ذلك عن ابن سيده في " المحكم " ومعناه تسدلهما .

                                                                                                                          " وافتراش الذراعين " .

                                                                                                                          الإقعاء : مصدر أقعى يقعي إقعاء . قال الجوهري : أقعى الكلب إذا جلس على استه مفترشا رجليه وناصبا يديه ، وقد جاء النهي عن الإقعاء في الصلاة ، وهو أن يضع أليتيه على عقبيه بين السجدتين ، هذا تفسير الفقهاء . فأما أهل اللغة فالإقعاء عندهم : أن يلصق الرجل أليتيه بالأرض وينصب ساقيه ويتساند إلى ظهره . هذا آخر كلامه . وقال القاضي عياض في " المشارق " : وهو أن يلصق أليتيه بالأرض وينصب ساقيه ويضع يديه في الأرض كما يقعي الكلب ، قاله أبو عبيد . وتفسير الفقهاء : أن يضع أليتيه على صدور عقبيه ، والقول الأول أولى . وقال المصنف رحمه الله في " المغني " هو أن يفرش قدميه ويجلس على عقبيه ، بهذا وصفه الإمام أحمد . قال أبو عبيد : هذا قول أهل الحديث . والإقعاء عند العرب : جلوس الرجل على أليتيه ناصبا فخذيه مثل إقعاء الكلب والسبع ، ولا أعلم أحدا قال بالاستحباب على هذه الصفة .

                                                                                                                          [ ص: 86 ] " وهو حاقن " .

                                                                                                                          يقال : حقن فلان بوله فهو حاقن إذا حبسه ، ويقال : أحقنه فهو محقن ، وأنكره الكسائي . والحاقب : الذي احتبس غائطه . وفي معناها في الكراهة من به ريح محتبسة .

                                                                                                                          " بحضرة طعام " .

                                                                                                                          قال الجوهري : بحضرة فلان ؛ أي بمشهد منه . وحكى يعقوب في " الإصلاح " فيه ثلاث لغات : فتح الحاء وضمها وكسرها .

                                                                                                                          " تتوق نفسه " .

                                                                                                                          قال الجوهري : تاقت نفسي إلى الشيء توقا وتوقانا ، يقال : المرء تواق إلى ما لم ينل .

                                                                                                                          " ويكره التخصر " .

                                                                                                                          التخصر : وضع يده على خاصرته ، نص على ذلك المصنف رحمه الله في المغني وغير المصنف .

                                                                                                                          " والتروح وفرقعة الأصابع وتشبيكها " .

                                                                                                                          التروح : تفعل من الريح . والريح أصله الواو كقولهم : أروح الماء وجمعها على أرواح . قال الجوهري : يقال تروحت بالمروحة والمراد هنا : أن يروح المصلي على نفسه بمروحة أو خرقة أو غير ذلك . وفرقعة الأصابع ، قال الجوهري : الفرقعة تنقيض الأصابع وقد فرقعتها فتفرقعت . قال الحافظ أبو الفرج : ونهى ابن عباس عن التفقيع في الصلاة وهي الفرقعة . وتشبيك الأصابع : إدخال بعضها في بعض .

                                                                                                                          " وعد الآي " .

                                                                                                                          قال الجوهري : جمع الآية : آي وآيات . والآية : العلامة أصله أوية بالتحريك . قال سيبويه : موضع العين من الآية واو ؛ لأن ما كان موضع العين [ منه ] واوا واللام ياء أكثر مما موضع العين واللام منه ياءآن . وقال الفراء : هي من الفعل فاعلة وإنما ذهبت منه اللام ، ولو جاءت تامة لجاءت " آيية " . وقال صاحب " المشارق " : وآيات الساعة : علاماتها ، وكذلك آيات [ ص: 87 ] القرآن سميت بذلك ؛ لأنها علامة على تمام الكلام . وقيل : لأنها جماعة من كلمات القرآن وقال الجوهري : ومعنى الآية من كتاب الله ؛ أي جماعة حروف .

                                                                                                                          " وقتل الحية والعقرب والقملة " .

                                                                                                                          الحية : تكون للذكر والأنثى وإنما دخلته الهاء ؛ لأنه واحد من جنس ، كبطة ودجاجة على أنه قد روي عن العرب : رأيت حيا على حية . والحيوت : ذكر الحيات . والعقرب واحدة العقارب ، وهي تؤنث ، والأنثى عقربة وعقرباء ممدود غير مصروف ، والذكر : عقربان ، والعقربان أيضا دابة لها أرجل طوال . والقملة : واحدة القمل معروفة ، والقمل دويبة من جنس القردان إلا أنها أصغر منها تركب البعير عند الهزال . كله عن الجوهري .

                                                                                                                          " تكرار الفاتحة " .

                                                                                                                          تكرار بفتح التاء : مصدر كرر الشيء تكرارا وتكريرا .

                                                                                                                          " إذا أرتج عليه " .

                                                                                                                          هو من أرتجت الباب ورتجته إذا أغلقته . قال الجوهري : وأرتج على القارئ على ما لم يسم فاعله : إذا لم يقدر على القراءة ، كأنه أطبق عليه كما يرتج الباب ، وكذلك أرتيج عليه ولا تقل " أرتج " عليه بالتشديد .

                                                                                                                          " صفحت ببطن كفها " .

                                                                                                                          قال الجوهري التصفيح مثل التصفيق ، وقال صاحب " المشارق " : معناهما متقارب ، وقيل : هما سواء ، وقيل : التصفيح بالحاء : الضرب بظاهر إحداهما على باطن الأخرى ، وقيل : بل بإصبعين من إحداهما على صفحة الأخرى . والتصفيق : الضرب بجميع إحدى الصفحتين على الأخرى . كله نقله القاضي عياض .

                                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                                          الخدمات العلمية