الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                                          [ ص: 209 ] كتاب الجهاد .

                                                                                                                          الجهاد : مصدر جاهد جهادا ومجاهدة ، وجاهد : فاعل من جهد : إذا بالغ في قتل عدوه وغيره ، ويقال : جهده المرض وأجهده ، إذا بلغ به المشقة ، وجهدت الفرس وأجهدته ، إذا استخرجت جهده ، نقلها أبو عثمان ، والجهد بالفتح : المشقة ، وبالضم : الطاقة ، وقيل : يقال بالضم وبالفتح في كل واحد منهما ، فمادة " ج ه د " حيث وجدت ففيه معنى المبالغة ، وهو في الشرع : عبارة عن قتال الكفار خاصة .

                                                                                                                          " الواجد لزاده "

                                                                                                                          الزاد : الطعام يتخذ للسفر ، وألفه منقلبة عن واو ، والمزود بكسر الميم ما يجعل فيه الزاد .

                                                                                                                          " وأقل ما يفعل مرة "

                                                                                                                          أقل : مرفوع بالابتداء . ومرة : بالرفع خبره ، ونصب مرة بعيد جدا .

                                                                                                                          " وحصر "

                                                                                                                          هو بالصاد المهملة ، وقد تقدم معناه في الفوات والإحصار .

                                                                                                                          " وغزو البحر "

                                                                                                                          الغزو : قصد العدو في دارهم ، عن ابن القطاع : غزا يغزو غزوا ، والاسم الغزاة ، فهو غاز ، والجمع غزاة وغزي بضم الغين وفتحها مع تشديد الزاي .

                                                                                                                          والبحر بسكون الحاء ، ويجوز فتحها عند الكوفيين

                                                                                                                          [ ص: 210 ] " مع كل بر وفاجر "

                                                                                                                          قال صاحب المطالع : يقال رجل بار وبر ، إذا كان ذا نفع وخير ومعروف ، ومن أسمائه تعالى : يقال البر ، وأما الفاجر : فالرجل المنبعث بالمعاصي والمحارم .

                                                                                                                          " وتمام الرباط "

                                                                                                                          الرباط : مصدر رابط رباطا ومرابطة إذا لزم الثغر مخيفا للعدو ، وأصله من ربط الخيل ؛ لأن كلا من الفريقين يربطون خيلهم مستعدين لعدوهم .

                                                                                                                          " لزوم الثغر "

                                                                                                                          الثغر : موضع المخافة من حصن وغيره ، وقال أبو السعادات : هو موضع المخافة من أطراف البلاد .

                                                                                                                          " وتجب الهجرة "

                                                                                                                          تقدم ذكر الهجرة في الإمامة .

                                                                                                                          " من ضعفهم "

                                                                                                                          الضعف : بكسر الضاد ، أي : من مثليهم ، وسيذكر - إن شاء الله تعالى - في الوصايا .

                                                                                                                          " إلا متحرفا لقتال أو متحيزا إلى فئة "

                                                                                                                          التحرف : أن ينصرفوا من ضيق إلى سعة ، أو من سفل إلى علو ، أو من مكان منكشف إلى مستتر ، ونحو ذلك .

                                                                                                                          والتحيز : أن ينضموا إلى جماعة يقاتلون معهم .

                                                                                                                          " إلا أن يغلب على ظنهم الظفر "

                                                                                                                          أي : فيستحب لهم الثبات ، نص على ذلك في الكافي ، وإلا فظاهر كلامه هنا أنه يجب .

                                                                                                                          " من المقام "

                                                                                                                          هو بضم الميم : الإقامة ، وبفتحها : القيام ، تقول : أقام مقاما ، وقام مقاما .

                                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                                          الخدمات العلمية