الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                                          " في المناضلة "

                                                                                                                          وهي مفاعلة من النضل : السبق ، يقال : ناضله نضالا ومناضلة ، وقد تقدم في أول الباب .

                                                                                                                          " عدد الرشق "

                                                                                                                          الرشق بفتح الراء الرمي نفسه ، والرشق بالكسر الوجه من السهام ما بين العشرين إلى الثلاثين ، يرمي بها رجل واحد هذا معنى ما ذكره الأزهري ، وقال أبو عبد الله السامري : وليس للرشق عدد معلوم عند الفقهاء ، بل أي عدد اتفقا عليه ، وعدد الإصابة أن يقال : الرشق عشرون والإصابة خمسة ، أو نحو ذلك .

                                                                                                                          " هل هو مفاضلة "

                                                                                                                          وقد فسرها رحمه الله ، وقال في المغني : وتسمى محاطة ومفاضلة . وقال أبو الخطاب : لا بد من معرفة الرمي هل هو مبادرة أو محاطة أو مفاضلة ، فجعل المحاطة غير المفاضلة .

                                                                                                                          " فإن قالا خواصل الإصابة سبعة أنواع "

                                                                                                                          ذكر المصنف - رحمه الله تعالى - هنا منها أربعة ، أولها : الخواصل بالخاء المعجمة والصاد المهملة ، قال الأزهري : الخاصل الذي أصاب القرطاس ، وقد خصله إذا أصابه ، وخصلت مناضلي أخصله خصلا ، إذا نضلته وسبقته ، الثاني الخواسق بالخاء المعجمة والسين المهملة ، وقد فسره المصنف رحمه الله تعالى ، قال الأزهري ، والجوهري : الخازق ، بالخاء والزاي المعجمتين ، والمقرطس بمعنى الخاسق ، والثالث : الخوارق بالخاء المعجمة والراء ، وقد فسره بأنه ما خرق الغرض ، ولم يثبت فيه ورأيته مضبوطا في نسخة المصنف - رحمه الله - بـ المقنع " خوازق " بالزاي ، ولا أراه يستقيم ؛ لأنه قد تقدم النقل عن الأزهري والجوهري ، أن الخازق بالزاي لغة في الخاسق ، فهما شيء واحد ، وقد فسر الخوارق بغير ما فسر به الخواسق ، فتعين أن يكون بالراء لئلا يلزم الاشتراك أو المجاز ، وكلاهما على خلاف الأصل .

                                                                                                                          [ ص: 271 ] والأصل في الألفاظ التباين ، ولعل ضبطه بالزاي من غير المصنف . والله أعلم .

                                                                                                                          الرابع : الخواصر بالخاء المعجمة والصاد والراء المهملتين ، وقد فسرها المصنف رحمه الله ، قال السامري ، ومنه الخاصرة لأنها من جانبي الرجل .

                                                                                                                          والخامس : الموارق ، وهو ما خرق الغرض ، ونفذ منه ، ذكره المصنف - رحمه الله تعالى - في المغني والكافي ، وذكر الأزهري أنه يقال له : الصادر .

                                                                                                                          السادس : الخوارم ، وهو ما خرم جانب الغرض ، ذكره في المغني .

                                                                                                                          السابع : الحوابي ، وهو ما وقع بين يدي الغرض ثم وثب إليه ، ومنه يقال : حبى الصبي هكذا ذكره في المغني ، وليست الخوارم والموارق من شرط صحة المناضلة ، هكذا ذكره السامري .

                                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                                          الخدمات العلمية