الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                                          " على من لا يجوز ثم على من يجوز "

                                                                                                                          الأصل على من يجوز عليه ، والضمير في يجوز عائد على الوقف الدال عليه وقف ؛ لأن ذكر الفعل مشعر بالمصدر ، وحذف العائد على من ؛ لأنه مجرور بحرف جر الموصول بمثله ، كقوله تعالى : ( ويشرب مما تشربون ) [ المؤمنون : 33 ] تقديره : منه . ومنه قول الشاعر :


                                                                                                                          نصلي للذي صلت قريش ونعبده وإن جحد العموم

                                                                                                                          .

                                                                                                                          " ولم يذكر مآلا "

                                                                                                                          المآل بهمزة مفتوحة بعد الميم المفتوحة المرجع ، يقال آل يئول مآلا ، أي : مرجعا .

                                                                                                                          " يشتري بهما مثلها "

                                                                                                                          الضمير في بهما عائد إلى قيمتها وقيمة ولدها .

                                                                                                                          [ ص: 287 ] " في التقديم والتأخير "

                                                                                                                          وبقية الصور ، فمثال التقديم والتأخير : يبدأ ببني هاشم ثم بني المطلب ، ومثال الجمع والترتيب : وقفت على أولادي ، ثم على أولاد أولادي ، ومثال التسوية : الذكر والأنثى سواء ، ومثال التفضيل : للذكر مثل حظ الأنثيين ، ومثال الإخراج بصفة : من تزوجت فلا نصيب لها ، ومثال الإدخال بصفة : من طلقت قسم لها .

                                                                                                                          " من غلته "

                                                                                                                          غلته ثمرته وكسبه ونحوهما .

                                                                                                                          " على عقبه "

                                                                                                                          عقبه بكسر القاف وسكونها ، قال عياض : هو ولد الرجل الذي يأتي بعده .

                                                                                                                          " أو ذريته "

                                                                                                                          قال أبو السعادات : الذرية اسم لجميع نسل الإنسان من ذكر وأنثى ، وأصلها الهمز ، لكنهم لم يستعملوه إلا غير مهموز ، ويجمع على ذريات وذراري مشددا ، وقيل : أصلها من الذر بمعنى التفريق ؛ لأن الله تعالى ذرهم في الأرض ، وقيل : أصلها ذرورة بوزن فعولة ، فلما كثر ذلك التضعيف أبدلت الراء الآخرة ياء فصارت ذروية ، ثم أدغمت الواو في الياء فصارت ذرية فعلولة من ذرأ الله الخلق .

                                                                                                                          " لصلبي "

                                                                                                                          قال الجوهري : كل شيء من الظهر فيه فقار فهو صلب ، والصلب بفتح الصاد واللام لغة فيه ، قال أبو السعادات : الصلب الظهر ، وقال ابن عباد : الصلب والصلب والصلب والصالب عظم الظهر ، وقال صاحب المطالع : قوله الولد للصلب ، أي : الذي باشر ولادته .

                                                                                                                          " إلا أن يكونوا قبيلة "

                                                                                                                          قال ابن عباد : القبيلة من قبائل العرب الثلاثة . وقال الجوهري : بنو أب واحد ، وقال الماوردي في الأحكام السلطانية في الباب الثامن عشر : رتبت أنساب العرب ست مراتب جمعت طبقات أنسابهم [ ص: 288 ] وهي شعب ، ثم قبيلة ، ثم عمارة ، ثم بطن ، ثم فخذ ، ثم فصيلة . فالشعب النسب الأبعد كعدنان سمي شعبا لأن العرب منه تشعبت ، ثم القبيلة وهي ما انقسمت فيه أنساب الشعب كربيعة ، سميت قبيلة لتقابل الأنساب فيها ، ثم العمارة وهي ما انقسمت فيها أنساب القبائل ، كقريش وكنانة ، ثم البطن وهو ما انقسمت فيه أنساب العمارة كعبد مناف ، ثم الفخذ وهو ما انقسمت فيه أنساب البطن كبني هاشم ، ثم الفصيلة وهي ما انقسمت فيها أنساب الفخذ كبني العباس ، فالفخذ يجمع الفصائل ، والبطن يجمع الأفخاذ ، والعمارة تجمع البطون ، والقبيلة تجمع العمائر ، والشعب يجمع القبائل ، فإذا تباعدت الأنساب صارت القبائل شعوبا ، والعمائر قبائل . آخر كلامه . وقد نظمتها في هذا البيت ليسهل حفظها :


                                                                                                                          الشعب ثم قبيلة فعمارة     فالبطن ثم الفخذ ثم فصيلته

                                                                                                                          .

                                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                                          الخدمات العلمية