الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
فصل

وباعتبار هذه القوى كانت الفضائل ثلاثا : فضيلة العقل والعلم والإيمان التي هي كمال القوة المنطقية .

وفضيلة الشجاعة التي هي كمال القوة الغضبية ، وكمال الشجاعة هو الحلم كما قال النبي صلى الله عليه وسلم : «ليس الشديد بالصرعة ، وإنما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب » . والحلم والكرم ملزوزان في قرن ، كما أن كمال القوة الشهوية العفة . فإذا كان الكريم عفيفا والشجاع حليما اعتدل الأمر .

وفضيلة السخاء والجود التي هي كمال القوة الطلبية الحبية ، فإن السخاء يصدر عن اللين والسهولة ورطوبة الخلق ، كما تصدر الشجاعة عن القوة والصعوبة ويبس الخلق .

فالقوة الغضبية هي قوة النصر ، والقوة الشهوية هي قوة الرزق ، وهما المذكوران في قوله : أطعمهم من جوع وآمنهم من خوف [قريش :4] . والرزق والنصر مفسران في الكتاب والسنة وكلام الناس كثيرا .

وأما الفضيلة الرابعة التي يقال لها العدالة فهي صفة منتظمة للثلاث ، وهو الاعتدال فيها . وهذه الثلاث الأخيرات هي الأخلاق [ ص: 98 ] العملية ، كما جاء في حديث سعد لما قال فيه العبسي : إنه لا يقسم بالسوية ، ولا يعدل في القضية ، ولا يخرج في الشهادة .

التالي السابق


الخدمات العلمية