الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      قوله تعالى : وأذان من الله ورسوله إلى الناس يوم الحج الأكبر . الآية . أخرج ابن أبي حاتم ، عن ابن زيد في قوله : وأذان من الله ورسوله قال : هو إعلام من الله ورسوله .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن أبي حاتم ، عن حكيم بن حميد قال : قال لي علي بن الحسين : إن لعلي في كتاب الله اسما، ولكن لا تعرفونه، قلت : ما هو؟ قال : ألم تسمع قول الله : وأذان من الله ورسوله إلى الناس يوم الحج الأكبر هو والله الأذان .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج الترمذي ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم ، وابن مردويه ، عن علي قال : سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن يوم الحج الأكبر، فقال : يوم النحر .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن أبي شيبة ، والترمذي ، وأبو الشيخ ، عن علي قال : يوم الحج الأكبر يوم النحر .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن مردويه بسند ضعيف عن علي قال : أربع حفظتهن من رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ أن الصلاة الوسطى العصر، وأن الحج الأكبر يوم النحر، وأن إدبار السجود الركعتان بعد المغرب، وإن أدبار النجوم الركعتان قبل صلاة الفجر . [ ص: 236 ] وأخرج الترمذي ، وابن مردويه ، عن عمرو بن الأحوص، أنه شهد حجة الوداع مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، فحمد الله، وأثنى عليه، وذكر ووعظ، ثم قال : أي يوم أحرم، أي يوم أحرم، أي يوم أحرم؟ فقال الناس : يوم الحج الأكبر يا رسول الله .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج أبو داود ، والنسائي ، والحاكم وصححه، عن عبد الله بن قرط قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أعظم الأيام عند الله يوم النحر، ثم يوم القر .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن مردويه عن ابن أبي أوفى، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال يوم الأضحى : هذا يوم الحج الأكبر .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج البخاري تعليقا، وأبو داود ، وابن ماجه ، وابن جرير ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم ، وأبو الشيخ ، وابن مردويه ، وأبو نعيم في "الحلية" عن ابن عمر، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم وقف يوم النحر بين الجمرات في الحجة التي حج فقال : أي يوم هذا؟ قالوا : يوم النحر، قال : هذا يوم الحج الأكبر .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج البخاري ، ومسلم ، وأبو داود ، والنسائي ، وابن مردويه ، عن أبي [ ص: 237 ] هريرة قال : بعثني أبو بكر في من يؤذن يوم النحر بمنى : ألا يحج بعد العام مشرك، ولا يطوف بالبيت عريان، ويوم الحج الأكبر يوم النحر، والحج الأكبر الحج، وإنما قيل : الأكبر من أجل قول الناس : الحج الأصغر . فنبذ أبو بكر إلى الناس في ذلك العام فلم يحج عام حجة الوداع الذي حج فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم مشرك، وأنزل الله تعالى : يا أيها الذين آمنوا إنما المشركون نجس الآية .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن أبي شيبة ، وابن جرير ، عن ابن عباس قال : الحج الأكبر يوم النحر .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج سعيد بن منصور ، وابن أبي شيبة ، وابن جرير عن المغيرة بن شعبة، أنه خطب يوم الأضحى فقال : اليوم النحر، واليوم الحج الأكبر .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن أبي شيبة ، عن أبي جحيفة قال : الحج الأكبر يوم النحر .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن أبي شيبة عن سعيد بن جبير قال : الحج الأكبر يوم النحر .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج عبد الرزاق ، وسعيد بن منصور ، وابن أبي شيبة ، وابن جرير ، وأبو [ ص: 238 ] الشيخ، عن عبد الله بن أبي أوفى قال : الحج الأكبر يوم النحر، يوضع فيه الشعر، ويهراق فيه الدم، ويحل فيه الحرام .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج الطبراني ، وابن مردويه ، عن سمرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : يوم الحج الأكبر يوم حج أبو بكر بالناس .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن مردويه عن سمرة في قوله : يوم الحج الأكبر قال : كان عام حج فيه المسلمون والمشركون في ثلاثة أيام، واليهود والنصارى في ثلاثة أيام، فاتفق حج المسلمين والمشركين واليهود والنصارى في ستة أيام .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن أبي شيبة عن ابن عون قال : سألت محمدا عن يوم الحج الأكبر، قال : كان يوم وافق فيه حج رسول الله صلى الله عليه وسلم وحج أهل الملل .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج الطبراني عن سمرة بن جندب، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال زمن الفتح : إن هذا عام الحج الأكبر . قال : اجتمع حج المسلمين وحج المشركين في ثلاثة أيام متتابعات، واجتمع النصارى واليهود في ثلاثة أيام متتابعات، فاجتمع حج المسلمين والمشركين والنصارى واليهود في ستة أيام [ ص: 239 ] متتابعات، ولم يجتمع منذ خلقت السماوات والأرض كذلك قبل العام، ولا يجتمع بعد العام حتى تقوم الساعة .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج عبد الرزاق ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم ، عن الحسن ، أنه سئل عن الحج الأكبر، فقال : ما لكم وللحج الأكبر؟! ذاك عام حج فيه أبو بكر؛ استخلفه رسول الله صلى الله عليه وسلم فحج بالناس واجتمع فيه المسلمون والمشركون، فلذلك سمي الحج الأكبر، ووافق عيد اليهود والنصارى .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن أبي حاتم ، عن سعيد بن المسيب قال : الحج الأكبر اليوم الثاني من يوم النحر، ألم تر أن الإمام يخطب فيه .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن أبي حاتم ، وابن مردويه ، عن المسور بن مخرمة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يوم عرفة : هذا يوم الحج الأكبر .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن سعد، وابن أبي شيبة ، وابن جرير ، وابن أبي حاتم ، وأبو الشيخ ، عن عمر بن الخطاب قال : الحج الأكبر يوم عرفة .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن جرير عن أبي الصهباء البكري قال : سألت علي بن أبي طالب عن يوم الحج الأكبر، فقال : يوم عرفة .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج أبو عبيد ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم ، وأبو الشيخ ، عن ابن عباس [ ص: 240 ] قال : إن يوم عرفة يوم الحج الأكبر، يوم المباهاة؛ يباهي الله ملائكته في السماء بأهل الأرض، يقول : جاءوني شعثا غبرا، آمنوا بي ولم يروني، وعزتي لأغفرن لهم .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن جرير عن معقل بن داود قال : سمعت ابن الزبير يقول يوم عرفة : هذا يوم الحج الأكبر .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن أبي شيبة عن الشعبي، أنه سئل : هذا الحج الأكبر، فما الحج الأصغر؟ قال : عمرة في رمضان .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن أبي شيبة عن أبي إسحاق قال : سألت عبد الله بن شداد عن الحج الأكبر، فقال : الحج الأكبر يوم النحر، والحج الأصغر العمرة .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن أبي شيبة عن مجاهد قال : كان يقال : العمرة هي الحجة الصغرى .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية