الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                              6038 [ ص: 353 ] 62 - باب: قول النبي - صلى الله عليه وسلم -: "يستجاب لنا في اليهود، ولا يستجاب لهم فينا"

                                                                                                                                                                                                                              6401 - حدثنا قتيبة بن سعيد، حدثنا عبد الوهاب، حدثنا أيوب، عن ابن أبي مليكة، عن عائشة - رضي الله عنها - أن اليهود أتوا النبي - صلى الله عليه وسلم - فقالوا: السام عليك. قال: "وعليكم". فقالت عائشة: السام عليكم، ولعنكم الله وغضب عليكم. فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "مهلا يا عائشة، عليك بالرفق، وإياك والعنف" أو "الفحش". قالت: أو لم تسمع ما قالوا؟ قال: "أو لم تسمعي ما قلت؟! رددت عليهم، فيستجاب لي فيهم، ولا يستجاب لهم في".

                                                                                                                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                              ذكر فيه حديث عائشة - رضي الله عنها - أن اليهود أتوا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقالوا: السام عليك... الحديث. وفي آخره: "فيستجاب لي فيهم، ولا يستجاب لهم في". ومعنى الحديث -والله أعلم- أنه إنما يستجاب له في اليهود; لضلالتهم عن الهدى، وعنادهم بعد ما تبين لهم الحق بالآيات الباهرة; ولذلك يستجاب له فيهم، ولهذا المعنى لم يستجب لهم فيه; لأنهم ظالمون في دعائهم عليه.

                                                                                                                                                                                                                              قال تعالى وما دعاء الكافرين إلا في ضلال [الرعد: 14].

                                                                                                                                                                                                                              وهذا أصل في دعاء الظالم أنه لا يستجاب فيمن دعا عليه، وإنما يرتفع إلى الله من الدعاء ما وافق الحق وسبيل الصدق.

                                                                                                                                                                                                                              فائدة: العنف -في الحديث- ضد الرفق.

                                                                                                                                                                                                                              والفحش -بضم الفاء وسكون الحاء-: الإفحاش في المنطق.




                                                                                                                                                                                                                              الخدمات العلمية