الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                        وقوله : وجاء المعذرون من الأعراب ليؤذن لهم ؛ " المعذرون " ؛ بتشديد الذال؛ وتقرأ : " المعذرون " ؛ فمن قرأ : " المعذرون " ؛ فتأويله : الذين أعذروا؛ أي : جاؤوا بعذر؛ ومن قرأ : " المعذرون " ؛ بتشديد الذال؛ فتأويله : المعتذرون؛ إلا أن التاء أدغمت في الذال؛ لقرب مخرجهما؛ ومعنى " المعتذرون " : الذين يعتذرون؛ كان لهم عذر؛ أو لم يكن لهم؛ وهو ههنا أشبه بأن يكون لهم عذر؛ وأنشدوا :


                                                                                                                                                                                                                                        إلى الحول ثم اسم السلام عليكما ... ومن يبك حولا كاملا فقد اعتذر



                                                                                                                                                                                                                                        المعنى فقد جاء بعذر؛ ويجوز " المعذرون " ؛ بكسر العين؛ لأن الأصل : " المعتذرون " ؛ فأسكنت التاء؛ وأدغمت في الذال؛ ونقلت حركتها إلى العين؛ فصار الفتح أولى الأشياء؛ ومن كسر العين حرك لالتقاء الساكنين؛ ويجوز " المعذرون " ؛ بإتباع الضمة التي قبلها؛ وهذان الوجهان - كسر العين؛ وضمها - لم يقرأ بهما؛ وإنما يجوز في النحو؛ وهما جهتان يثقل اللفظ بهما؛ فالقراءة بهما مطروحة؛ ويجوز أن يكون " المعذرون " ؛ الذين يعذرون؛ يوهمون أن لهم أعذار؛ ولا عذر لهم؛ وقوله : استأذنك أولو الطول منهم ؛ [ ص: 465 ] قيل : " أولو الطول " ؛ هم أولو الغنى؛ وقيل : أولو الفضل؛ في المعنى؛ والرأي؛ والجاه؛ و " الطول " : الفضل في القدرة على هذه الأشياء؛ وقوله : رضوا بأن يكونوا مع الخوالف ؛ " الخوالف " : النساء؛ وقد يجوز أن يكون جمع " خالفة " ؛ في الرجال؛ و " الخالف " : الذي هو غير منجب؛ ولم يأت في " فاعل " ؛ " فواعل " ؛ إلا في حرفين : " فارس " ؛ و " فوارس " ؛ و " هالك " ؛ و " هوالك " .

                                                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية