الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                              معلومات الكتاب

                                                                                                                              السراج الوهاج من كشف مطالب صحيح مسلم بن الحجاج

                                                                                                                              صديق خان - محمد صديق حسن خان القنوجي الظاهري

                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                              1622 (باب في زيارة القبور والاستغفار لهم)

                                                                                                                              وذكره النووي في الجزء الثاني من شرحه، في: (كتاب الجنائز) .

                                                                                                                              (حديث الباب)

                                                                                                                              وهو بصحيح مسلم \ النووي ص 46 ج7 المطبعة المصرية

                                                                                                                              [عن أبي هريرة قال: زار النبي صلى الله عليه وسلم قبر أمه فبكى وأبكى من حوله، فقال "استأذنت ربي في أن أستغفر لها فلم يؤذن لي واستأذنته في أن أزور قبرها فأذن لي. فزوروا القبور فإنها تذكر الموت .] [ ص: 398 ]

                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                              [ ص: 398 ] (الشرح)

                                                                                                                              (عن أبي هريرة ) رضي الله عنه، (قال: زار النبي صلى الله عليه وسلم قبر أمه، فبكى وأبكى من حوله) .

                                                                                                                              قال عياض : بكاؤه صلى الله عليه وسلم: على ما فاتها من إدراك أيامه، والإيمان به.

                                                                                                                              (فقال) صلى الله عليه وآله وسلم : (استأذنت ربي في أن أستغفر لها، فلم يؤذن لي، واستأذنته في أن أزور قبرها فأذن لي") .

                                                                                                                              فيه: دلالة على أنها ماتت على غير الإسلام، وأن الاستغفار لا يجوز لمن لم يؤمن بالله واليوم الآخر.

                                                                                                                              وفيه: أن زيارة قبور الكفار جائزة.

                                                                                                                              (فزوروا القبور، فإنها تذكر الموت) .

                                                                                                                              وفيه: أن مقصود الزيارة، تذكر الموت لا غير، وهو سواء في زيارة المؤمن وغير المؤمن.

                                                                                                                              قال النووي : هذا الحديث وجد في رواية أبي العلاء بن ماهان، لأهل المغرب.

                                                                                                                              ولم يوجد في روايات بلادنا: من جهة عبد الغافر الفارسي، [ ص: 399 ] ولكنه يوجد في كثير من الأصول، في آخر "كتاب الجنائز"، ويصيب عليه، وربما كتب في الحاشية: رواه أبو داود في سننه، عن محمد بن عبيد بهذا الإسناد. ورواه النسائي، وابن ماجة .

                                                                                                                              وهؤلاء كلهم ثقات، فهو حديث صحيح بلا شك.

                                                                                                                              وفي رواية أخرى: (قال: "استأذنت ربي أن أستغفر لأمي، فلم يأذن لي. واستأذنته أن أزور قبرها، فأذن لي".)

                                                                                                                              قال النووي : فيه جواز زيارة المشركين في الحياة، وقبورهم بعد الوفاة؛ لأنه إذا جازت زيارتهم بعد الوفاة، ففي الحياة أولى. وقد قال تعالى: وصاحبهما في الدنيا معروفا .

                                                                                                                              وفيه: النهي عن الاستغفار للكفار.

                                                                                                                              قال عياض : سبب زيارته صلى الله عليه وسلم قبرها، أنه قصد قوة الموعظة والذكرى مشاهدة قبرها.

                                                                                                                              ويؤيده قوله صلى الله عليه وسلم في آخر الحديث: "فزوروا...إلخ"




                                                                                                                              الخدمات العلمية