الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
اختيار هذا الخط
الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
ذكر nindex.php?page=treesubj&link=33791خلع عيينة بن موسى بن كعب
في هذه السنة خلع عيينة بن موسى بالسند ، وكان عاملا عليها .
وسبب خلعه أن أباه كان استخلف المسيب بن زهير على الشرط ، فلما مات موسى أقام المسيب على ما كان يلي من الشرط ، وخاف أن يحضر المنصور عيينة فيوليه ما كان إلى أبيه ، فكتب إليه ببيت شعر ، ولم ينسب الكتاب إلى نفسه :
فأرضك أرضك إن تأتنا تنم نومة ليس فيها حلم
فخلع الطاعة .
فلما بلغ الخبر إلى المنصور سار بعسكره حتى نزل على جسر البصرة ، ووجه عمر بن حفص بن أبي صفرة العتكي عاملا على السند والهند ، فحاربه عيينة ، فسار حتى ورد السند فغلب عليها .
ذكر nindex.php?page=treesubj&link=33792نكث الأصبهبذ
في هذه السنة نكث الأصبهبذ بطبرستان العهد بينه وبين المسلمين ، وقتل من كان ببلاده منهم ، فلما انتهى الخبر إلى المنصور سير مولاه أبا الخصيب ، وخازم بن خزيمة ، وروح بن حاتم ، فأقاموا على الحصن يحاصرونه وهو فيه .
فلما طال عليهم المقام احتال أبو الخصيب في ذلك فقال لأصحابه : اضربوني واحلقوا رأسي ولحيتي . ففعلوا ذلك به . ولحق بالأصبهبذ فقال له : فعل بي هذا تهمة منهم لي أن يكون هواي معك ، وأخبره أنه معه ، وأنه دليل على عورة عسكرهم . فقبل ذلك الأصبهبذ ، وجعله في خاصته وألطفه .
[ ص: 93 ] وكان باب حصنهم من حجر يلقى إلقاء ، ترفعه الرجال وتضعه عند فتحه وإغلاقه ، وكان الأصبهبذ يوكل به ثقات أصحابه نوابا بينهم ، فلما وثق الأصبهبذ بأبي الخصيب وكله بالباب ، فتولى فتحه وإغلاقه حتى أنس به .
ثم كتب أبو الخصيب إلى روح وخازم ، وألقى الكتاب في سهم ، وأعلمهم أنه قد ظفر بالحيلة ، وواعدهم ليلة في فتح الباب ، فلما كان تلك الليلة فتح لهم ، فقتلوا من في الحصن من المقاتلة ، وسبوا الذرية ، وأخذوا شكلة ، أم إبراهيم بن المهدي . وكان مع الأصبهبذ سم فشربه فمات .
وقد قيل : إن ذلك سنة ثلاث وأربعين ومائة .
ذكر nindex.php?page=treesubj&link=33800عدة حوادث
وفيها مات nindex.php?page=showalam&ids=16045سليمان بن علي بن عبد الله بن عباس وهو على البصرة في جمادى الآخرة ، وعمره تسع وخمسون سنة ، وصلى عليه أخوه عبد الصمد
وفيها عزل نوفل بن الفرات عن مصر ووليها حميد بن قحطبة .
وحج بالناس إسماعيل بن علي بن عبد الله ، وكان العمال من تقدم ذكرهم .
وولى المنصور الجزيرة والثغور والعواصم أخاه العباس بن محمد ، وعزل المنصور عمه إسماعيل بن علي عن الموصل ، واستعمل عليها مالك بن [ ص: 94 ] الهيثم الخزاعي جد أحمد بن نصير الذي قتله الواثق ، وكان خير أمير .
[ nindex.php?page=treesubj&link=34064الوفيات ]
فيها nindex.php?page=treesubj&link=34064مات يحيى بن سعيد الأنصاري أبو سعيد قاضي المدينة ، وقيل سنة ثلاث ، وقيل سنة أربع وأربعين . وفيها nindex.php?page=treesubj&link=34064مات nindex.php?page=showalam&ids=17177موسى بن عقبة مولى آل الزبير . وفيها nindex.php?page=treesubj&link=34064توفي أيضا nindex.php?page=showalam&ids=16274عاصم بن سليمان الأحول ، وقيل سنة ثلاث وأربعين .
وفيها nindex.php?page=treesubj&link=34064مات nindex.php?page=showalam&ids=15767حميد بن أبي حميد طرخان ، وقيل nindex.php?page=treesubj&link=34064مهران ، nindex.php?page=showalam&ids=15767مولى طلحة بن عبد الله الخزاعي ، وهو حميد الطويل ، يروي عن nindex.php?page=showalam&ids=9أنس بن مالك ، وعمره خمس وسبعون سنة .