الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                              صفحة جزء
                                                                                              1074 (84) باب

                                                                                              الجلوس في المصلى بعد صلاة الصبح

                                                                                              [ 556 ] عن جابر بن سمرة وقيل له : أكنت تجالس رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ قال : نعم ، كثيرا ، كان لا يقوم من مصلاه الذي يصلي فيه الصبح أو الغداة حتى تطلع الشمس ، فإذا طلعت الشمس قام ، وكانوا يتحدثون فيأخذون في أمر الجاهلية فيضحكون ويتبسم .

                                                                                              وفي رواية : كان إذا صلى الفجر جلس في مصلاه حتى تطلع الشمس حسنا .

                                                                                              رواه أحمد (5 \ 91)، ومسلم (670)، وأبو داود (1294) .

                                                                                              التالي السابق


                                                                                              (84) ومن باب : الجلوس في المصلى بعد الصلاة حتى تطلع الشمس

                                                                                              قوله " كان - صلى الله عليه وسلم - لا يقوم من مصلاه الذي يصلي فيه الصبح حتى تطلع الشمس " ، هذا الفعل منه - صلى الله عليه وسلم - يدل على استحباب لزوم موضع صلاة الصبح للذكر والدعاء إلى طلوع الشمس ; لأن ذلك الوقت وقت لا يصلى فيه ، وهو بعد صلاة مشهودة ، وأشغال اليوم بعد لم تأت ، فيقع الذكر والدعاء على فراغ قلب وحضور فهم ، فيرتجى فيه قبول الدعاء وسماع الأذكار . وقال بعض علمائنا : يكره الحديث حينئذ ، واعتذر عن قوله " وكانوا يتحدثون في أمر الجاهلية فيضحكون ويتبسم " بأن هذا فصل آخر من سيرة أخرى في وقت آخر ، وصله بالحديث [ ص: 296 ] الأول . قلت : وهذا فيه نظر ، بل يمكن أن يقال : إنهم في ذلك الوقت كانوا يتكلمون ; لأن الكلام فيه جائز غير ممنوع ، إذ لم يرد في ذلك منع ، وغاية ما هنالك أن الإقبال في ذلك الوقت على ذكر الله تعالى أفضل وأولى ، ولا يلزم من ذلك أن يكون الكلام مطلوب الترك في ذلك الوقت ، والله تعالى أعلم .

                                                                                              وقوله “ حتى تطلع الشمس حسنا " ; أي طلوعا حسنا ، فيكون نعتا لمصدر محذوف ، ويعني بذلك أنه كان يستديم الذكر والمقام بمجلسه إلى أن يدخل الوقت الذي تجوز الصلاة فيه .




                                                                                              الخدمات العلمية