الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                            صفحة جزء
                                                                                            25 - 23 - 1 - ( باب غزوة بئر معونة )

                                                                                            10126 عن سهل بن سعد ; أن عامر بن الطفيل قدم على النبي - صلى الله عليه وسلم - المدينة ، فراجع النبي - صلى الله عليه وسلم - وارتفع صوته ، وثابت بن قيس قائم بسيفه على النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال : يا عامر ، غض من صوتك على النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال : وما أنت وذاك ؟ فقال ثابت : أما والذي أكرمه لولا أن يكره رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لضربت بهذا السيف رأسك ، فنظر إليه عامر وهو جالس ، وثابت قائم ، فقال : أما والله يا ثابت ، لئن عرضت نفسك لي لتولين عني ، فقال ثابت : أما والله ، يا عامر لئن عرضت نفسك للساني لتكرهن حياتي ، فعطس ابن أخ لعامر بن الطفيل ، فحمد الله ، فشمته النبي - صلى الله عليه وسلم - ثم عطس عامر بن الطفيل فلم يحمد الله ، فلم يشمته النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال عامر : شمت هذا الصبي وتركني ؟ فقال النبي - صلى الله عليه وسلم : " إن هذا حمد الله " ، قال : ومحلوفه لأملأنها عليك خيلا ورجالا ، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم : " يكفينيك الله وابنا قيلة " ، ثم خرج عامر فجمع للنبي - صلى الله عليه وسلم - فاجتمع إليه من بني سليم ثلاثة أبطن ، هم الذين كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يدعو عليهم في صلاة الصبح : " اللهم العن لحيان ، ورعلا ، وذكوان ، وعصية عصت الله ورسوله ، الله أكبر " ، فدعا النبي - صلى الله عليه وسلم - سبع عشرة ليلة ، فلما سمع أن عامرا جمع له بعث النبي - صلى الله عليه وسلم - عشرة فيهم : عمرو بن أمية الضمري ، وسائرهم من الأنصار ، وأميرهم المنذر بن عمرو ، فمضوا حتى نزلوا بئر معونة ، فأقبل حتى هجم عليهم فقتلهم كلهم ، فلم يفلت منهم إلا عمرو بن أمية كان في الركاب ، فأوحى الله - عز وجل - إلى نبيه - صلى الله عليه وسلم - يوم قتلوا ، خير أصحابه [ ص: 126 ] فقال : " قد قتل أصحابكم من ورائكم " فدعا النبي - صلى الله عليه وسلم - على عامر بن الطفيل ، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم : " اللهم اكفني عامرا " فكفاه الله إياه ، فأقبل حتى نزل بفنائه ، فرماه الله بالذبحة في حلقه في بيت امرأة من سلول ، فأقبل ينزو وهو يقول : يا آل عامر غدة كغدة الجمل في بيت سلولية ترغب أن تموت في بيتها ، فلم يزل كذلك حتى مات في بيتها ، وكان أربد بن قيس أصابته صاعقة فاحترق فمات ، فرجع من كان معهم .

                                                                                            رواه الطبراني ، وفيه عبد المهيمن بن عباس وهو ضعيف .

                                                                                            التالي السابق


                                                                                            الخدمات العلمية