الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                        وإذا تتلى عليهم آياتنا بينات قال الذين لا يرجون لقاءنا ائت بقرآن غير هذا أو بدله قل ما يكون لي أن أبدله من تلقاء نفسي إن أتبع إلا ما يوحى إلي إني أخاف إن عصيت ربي عذاب يوم عظيم

                                                                                                                                                                                                                                        وإذا تتلى عليهم آياتنا بينات قال الذين لا يرجون لقاءنا يعني المشركين . ائت بقرآن غير هذا بكتاب آخر نقرؤه ليس فيه ما نستبعده من البعث والثواب والعقاب بعد الموت ، أو ما نكرهه من معايب آلهتنا . أو بدله بأن تجعل مكان الآية المشتملة على ذلك آية أخرى ولعلهم سألوا ذلك كي يسعفهم إليه فيلزموه . قل ما يكون لي ما يصح لي . أن أبدله من تلقاء نفسي من قبل نفسي وهو مصدر استعمل ظرفا ، وإنما اكتفي بالجواب عن التبديل لاستلزام امتناعه امتناع الإتيان بقرآن آخر . إن أتبع إلا ما يوحى إلي تعليل لما يكون فإن المتبع لغيره في أمر لا يستبد بالتصرف فيه ، وجواب للنقض بنسخ بعض الآيات ببعض ورد لما عرضوا له بهذا السؤال من أن القرآن كلامه واختراعه ولذلك قيد التبديل في الجواب وسماه عصيانا فقال : إني أخاف إن عصيت ربي أي بالتبديل . عذاب يوم عظيم وفيه إيماء بأنهم استوجبوا العذاب بهذا الاقتراح .

                                                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية