الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                              صفحة جزء
                                                                              باب ما جاء في مسح أعلى الخف وأسفله

                                                                              550 حدثنا هشام بن عمار حدثنا الوليد بن مسلم حدثنا ثور بن يزيد عن رجاء بن حيوة عن وراد كاتب المغيرة بن شعبة عن المغيرة بن شعبة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مسح أعلى الخف وأسفله

                                                                              التالي السابق


                                                                              قوله ( الوليد بن مسلم ) قيل الوليد مدلس وثور ما سمع من رجاء بن حيوة وكاتب المغيرة أرسله وهو مجهول أجيب عنه بأن الوليد قال حدثنا ثور فلا تدليس وسماع ثور قد أثبته البيهقي وصرح بأن ثورا قال حدثنا رجاء وكاتب المغيرة ذكر المغيرة فلا إرسال وكاتب المغيرة اسمه وراد كما صرح به ابن ماجه وكنيته أبو سعيد روى عنه الشعبي وغيره ولذلك قال الشافعي وغيره إن مسح أسفل الخفين مستحب وقال العيني في شرح الهداية - نقلا عن صاحب البدائع - المستحب عندنا الجمع بين ظاهره وباطنه ومقتضى القياس لأنه بدل عن الغسل والشرع قد ورد بالظاهر والباطن جميعا اهـ

                                                                              قلت : واستدلال بعض العلماء على عدم مسح الأسفل بقول علي لو كان الدين بالرأي إلخ غير ظاهر لأنه لنفي الافتراض على معنى لكان أسفل الخف أولى بفريضة المسح إذ المقصود أنه لو كان بالرأي لأعطي وظيفة ظاهر الخف للباطن ووظيفة الظاهر فريضة المسح قوله : ( أن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ مسح إلخ ) لبيان أن الذي يداوم عليه ولا يترك هو الظاهر فإذن [ ص: 196 ] إذا ثبت مسح الأسفل أحيانا فيبقى القول استحبابا به كما قال الفاضل العيني نقلا عن البدائع والله أعلم .




                                                                              الخدمات العلمية