الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
              صفحة جزء
              حدثنا عبد الله بن جعفر ، ثنا يونس بن حبيب ، ثنا أبو داود ، ثنا شعبة ، أخبرني ‌ عاصم ، عن زر بن حبيش ، عن أبي بن كعب ، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " إن الله أمرني أن أقرأ عليك القرآن ، قال : فقرأ عليه ( لم يكن الذين كفروا من أهل الكتاب ) ، وقرأ عليه : إن ذات الدين عند الله الحنيفية لا المشركة ولا اليهودية ولا النصرانية ، ومن يعمل خيرا فلن تكفروه . وقرأ عليه ( لو كان لابن آدم واد من ذهب لابتغى إليه ثانيا ولو أعطي ثانيا لابتغى ثالثا ، ولا يملأ جوف ابن آدم إلا التراب ويتوب الله على من تاب ) .

              حدثنا القاضي أبو أحمد محمد بن أحمد بن إبراهيم -إملاء - ثنا محمد بن عبد الله بن الحسن ، ثنا شيبان بن فروخ ، ثنا عكرمة بن إبراهيم ، ثنا عاصم بن بهدلة ، عن زر بن حبيش ، عن عبد الله بن مسعود ، قال : " أخر رسول الله صلى الله عليه وسلم العشاء ذات ليلة ثم خرج إلى المسجد ، وإذا الناس ينتظرون الصلاة ، فقال : أما إنه ليس من ملة من أهل الأديان أحد يذكر الله في هذه الساعة غيركم ، قال : ونزلت هذه الآية : ( ليسوا سواء من أهل الكتاب أمة قائمة يتلون آيات الله آناء الليل ) الآية . رواه نصر القصاب ، عن ‌ عاصم نحوه ، ورواه الأعمش ، عن زر نحوه .

              حدثنا سليمان بن أحمد ، ثنا أبو حبيب يحيى بن نافع المصري ، ثنا سعيد بن أبي مريم ، ثنا يحيى بن أيوب ، ثنا عبد الله بن زحر ، عن الأعمش ، عن زر بن حبيش ، عن عبد الله بن مسعود ، قال : " احتبس رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات ليلة كان عند بعض أهله أو نسائه فلم يأتنا لصلاة العشاء الآخرة حتى ذهب الليل ، فجاءنا ومنا المصلي ومنا المضطجع فبشر ، وقال : إنه لا يصلي هذه الصلاة أحد من أهل الكتاب ، فنزلت : ( ليسوا سواء من أهل الكتاب ) الآية .

              [ ص: 188 ] حدثنا عبد الله بن جعفر ، ثنا إسماعيل بن عبد الله ، ثنا مالك بن إسماعيل النهدي ح . وحدثنا سليمان بن أحمد ، ومحمد بن أحمد بن الحسن ، قالا : ثنا بشر بن موسى ، قال : ثنا عبد الله بن صالح العجلي ، قال : ثنا زهير ، ثنا شعبة ، عن خالد ، عن عاصم بن أبي النجود ، عن زر ، عن عبد الله بن مسعود ، عن النبي صلى الله عليه وسلم ، قال : " تعاهدوا هذا القرآن فإنه وحشي ، ولهو أسرع تفصيا من صدور الرجال من الإبل من عقلها تنزع إلى أوطانها ، ولا يقول أحدكم : نسيت آية كيت وكيت بل هو نسي " .

              حدثنا أبو بكر بن خلاد ، ثنا الحارث بن أبي أسامة ، ثنا معاوية بن عمر ، ثنا زائدة ح . وثنا أبي ، ثنا محمد بن نمير ، ثنا إسماعيل بن عمر البجلي ، ثنا شيبان بن عبد الرحمن ، وزائدة ، قالا : عن عاصم بن بهدلة ، عن زر بن حبيش ، عن عبد الله بن مسعود ، قال : لما قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قالت الأنصار : منا أمير ومنكم أمير ، فقال عمر بن الخطاب : أليس قال النبي صلى الله عليه وسلم : " مروا أبا بكر يصلي بالناس " فأيكم تطيب نفسه أن يتقدم أبا بكر ؟ فقالت الأنصار : نعوذ بالله أن نتقدم أبا بكر .

              حدثنا محمد بن أحمد بن إبراهيم القاضي ، حدثناه محمد بن الفضل الفسطاني ، ثنا أبو كريب ، ثنا أبو بكر الطلحي ، ثنا جعفر بن محمد بن عمران ، ثنا هارون بن حاتم ، ومحمد بن العلاء ، وعلي بن المثنى ح . وحدثنا محمد بن أحمد بن الحسن ، ثنا إبراهيم بن هاشم القروي ، ثنا محمد بن عقبة السدوسي ، ومحمد بن عمرو الزهري ، قالوا : ثنا معاوية بن هشام ، عن عمرو بن غياث ، عن ‌ عاصم ، عن زر ، عن عبد الله ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إن فاطمة أحصنت فرجها فحرم الله ذريتها على النار " . هذا غريب من حديث ‌ عاصم ، عن زر تفرد به معاوية .

              حدثنا إبراهيم بن أحمد بن أبي حصين ، ثنا محمد بن عبد الله بن سليمان الحضرمي ، ثنا إبراهيم بن زياد العجلي ، ثنا أبو بكر بن عياش ، عن ‌ عاصم ، عن زر ، عن عبد الله بن مسعود ، قال : سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم : ما الغنى ؟ قال : اليأس مما في أيدي الناس . غريب من حديث ‌ عاصم ، تفرد به إبراهيم عن أبي بكر .

              حدثنا أبو أحمد محمد بن أحمد الجرجاني في [ ص: 189 ] جماعة ، قالوا : ثنا الفضل بن الحباب الجمحي ، ثنا عثمان بن الهيثم المؤذن ، ثنا أبي ، عن ‌ عاصم ، عن زر ، عن عبد الله بن مسعود ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " من غشنا فليس منا ، والمكر والخداع في النار " . غريب من حديث ‌ عاصم ، تفرد به عثمان ، ولم نكتبه إلا من حديث الفضل بن الحباب .

              حدثنا سعد بن محمد بن إبراهيم الناقل ، ثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة ، ثنا محمد بن جعفر الحزامي الكرخي ، ثنا دحيم بن محمد القيرواني النحاس ، ثنا أبو بكر بن عياش ، عن ‌ عاصم ، عن زر ، عن عبد الله بن مسعود ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " من حفظ على أمتي أربعين حديثا ينفعهم الله عز وجل بها ، قيل له : ادخل من أي أبواب الجنة شئت " . غريب من حديث أبي بكر عن ‌ عاصم ، لم نكتبه إلا بهذا الإسناد بفائدة أبي الحسين بن المظفر .

              حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر ، ثنا موسى بن هارون ، ثنا سعيد بن يحيى ، ثنا أبي ، ثنا يزيد بن سنان ، عن زيد بن أبي أنيسة ، عن ‌ عاصم ، عن زر ، عن عبد الله بن مسعود ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " كأني أنظر إلى موسى بن عمران محرما في هذا الوادي بين قطوانيتين " . غريب من حديث زيد عن ‌ عاصم ، تفرد به سعيد بن يحيى بن سعيد الأموي ، عن أبيه .

              حدثنا سليمان بن أحمد ، ثنا الحسن بن علي ، ثنا محمد بن الخليل الخشني ، ثنا أيوب بن حسان الجرشي ، عن هشام بن الغاز ، عن أبان - يعني العطار - عن ‌ عاصم ، عن زر بن حبيش أنه حدثه عبد الله بن مسعود ، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم . أنه قال : " يبعث مناد عند حضرة كل صلاة فيقول : يا بني آدم قوموا فأطفئوا عنكم ما أوقدتم على أنفسكم ، فيقومون فيتطهرون فتسقط خطاياهم من أعينهم ويصلون فيغفر لهم ما بينهما ، فإذا حضرت العصر فمثل ذلك ، فإذا حضرت المغرب فمثل ذلك ، وإذا حضرت العتمة فمثل ذلك ، فينامون وقد غفر لهم ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " فمدلج في خير ومدلج في شر " .

              كذا حدثناه عن هشام بن الغاز ، [ ص: 190 ] عن أبان العطار ، وحدثناه بعقبه عن الربيع بن خطيان عن ‌ عاصم .

              وحدثنا سليمان بن أحمد ، حدثناه الحسن بن جرير الصوري ، ثنا سليمان بن عبد الرحمن الدمشقي ، ثنا عبد ربه بن ميمون النحاس ، عن الربيع بن خطيان ، عن ‌ عاصم ، عن زر ، عن عبد الله ، عن النبي صلى الله عليه وسلم نحوه . حديث الربيع ينفرد به عبد ربه ، وحديث هشام أيوب بن حسان .

              حدثنا أبو بكر بن خلاد ، ثنا محمد بن غالب بن حرب ، ثنا الحسن بن عطية البزار ، ثنا إسرائيل بن يونس ، عن ميسرة بن حبيب ، عن المنهال بن عمرو ، عن زر بن حبيش ، عن حذيفة بن اليمان ، قال : " قالت لي أمي : متى عهدك بالنبي صلى الله عليه وسلم ؟ قلت : ما لي به عهد منذ كذا وكذا ، فنالت مني ، فقلت لها : دعيني فإني آتيه فأصلي معه المغرب وأسأله أن يستغفر لي ولك ، قال : فأتيته وهو يصلي المغرب فصلى حتى صلى العشاء ثم انصرف وخرج من المسجد فسمعت بعرض عرض له في الطريق فتأخرت ثم دنوت ، فسمع النبي صلى الله عليه وسلم نقيضي من خلفه فقال : من هذا ؟ قلت : حذيفة ، فقال : ما جاء بك يا حذيفة ؟ فأخبرته ، فقال : غفر الله لك ولأمك يا حذيفة ، أما رأيت العارض الذي عرض ؟ قلت بلى ، قال : ذاك ملك لم يهبط إلى الأرض قبل الساعة ، فاستأذن الله في السلام علي وبشرني بأن الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة ، وأن فاطمة سيدة نساء أهل الجنة " .

              تفرد به ميسرة ، عن المنهال ، عن زر ، وخالف قيس بن الربيع إسرائيل فرواه عن ميسرة ، عن عدي بن ثابت ، عن زر ، ورواه أبو الأسود عبد الله بن عامر مولى بني هاشم ، عن ‌ عاصم ، عن زر ، عن حذيفة مختصرا .

              حدثنا إبراهيم بن أحمد بن أبي حصين ، ثنا محمد بن عبد الله الحضرمي ، ثنا روح بن عبد المؤمن ، ثنا وكيع بن محرز ، ثنا عثمان بن جهم ، عن زر بن حبيش ، عن أبي ذر ، عن النبي صلى الله عليه وسلم ، قال : " من لبس ثوب [ ص: 191 ] شهرة أعرض الله عنه حتى يضعه متى وضعه " .

              هذا حديث غريب من حديث زر ، تفرد به وكيع ، عن عثمان .

              حدثنا أبو علي محمد بن أحمد بن الحسن ، ثنا بشر بن موسى ، ثنا أبو عبد الرحمن المقري ، ثنا سعيد بن أبي أيوب ، حدثني عبد الرحمن بن مرزوق ، عن زر بن حبيش ، عن صفوان بن عسال المرادي ، قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " فتح الله بابا للتوبة من المغرب عرضه مسيرة سبعين عاما لا يغلق حتى تطلع الشمس من نحوه " .

              عبد الرحمن بن مرزوق الدمشقي ، تفرد بالرواية عنه سعيد بن أبي أيوب عنه . هذا الحديث رواه الأئمة : أحمد بن حنبل وإسحاق بن راهويه ، وأبو بكر بن أبي شيبة ، عن أبي عبد الرحمن المقري ، عن سعيد عنه .

              حدثنا أبو بكر بن خلاد ، ثنا الحارث بن أبي أسامة ، ثنا الخليل بن زكرياء ، ثنا هشام الدستوائي ، عن عاصم بن بهدلة ، عن زر بن حبيش ، عن صفوان بن عسال المرادي ، قال : كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم في سفر فأقبل رجل فلما نظر إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قال : " بئس أخو العشيرة وبئس الرجل ، فلما دنا منه أدنى مجلسه ، فلما قام وذهب ، قالوا : يا رسول الله ، حين أبصرته ، قلت : بئس أخو العشيرة وبئس الرجل . ثم أدنيت مجلسه ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إنه منافق أداريه عن نفاقه فأخشى أن يفسد علي غيره " . هذا حديث غريب من حديث ‌ عاصم ، وهشام ، تفرد به الخليل بن زكرياء .

              التالي السابق


              الخدمات العلمية