الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                        ثم أعلم - جل وعز - كيف كان استغفار إبراهيم لأبيه؛ فقال : وما كان استغفار إبراهيم لأبيه إلا عن موعدة وعدها إياه ؛ فيروى أنه كان وعده أن يستغفر له أيام حياته؛ ويروى أن أبا إبراهيم كان وعد إبراهيم أن يسلم إن استغفر له؛ فلما تبين له إقامته على الكفر تبرأ منه؛ وقال الله (تعالى) : قد كانت لكم أسوة حسنة في إبراهيم والذين معه ؛ إلى قوله : إلا قول إبراهيم لأبيه لأستغفرن لك ؛ أي : تأسوا بإبراهيم في هذا القول؛ وقوله : إن إبراهيم لأواه حليم ؛ يروى أن عمر سأل النبي - صلى الله عليه وسلم - عن الأواه؛ فقال : " الأواه الدعاء " ؛ و " الأواه " ؛ في أكثر الرواية : الدعاء؛ ويروى أن الأواه الفقيه؛ ويروى أن الأواه المؤمن؛ بلغة الحبشة؛ ويروى أن الأواه الرحيم الرفيق؛ قال أبو عبيدة : " الأواه " : المتأوه شفقا؛ وفرقا؛ المتضرع يقينا؛ يريد أن يكون [ ص: 474 ] تضرعه على يقين بالإجابة؛ ولزوما للطاعة؛ وقد انتظم قول أبي عبيدة أكثر ما روي في الأواه؛ وأنشد أبو عبيدة :


                                                                                                                                                                                                                                        إذا ما قمت أرحلها بليل ... تأوه آهة الرجل الحزين

                                                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية