الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                            صفحة جزء
                                                                                                                                            ( 1299 ) فصل : ويستحب أن يستقبل الناس الخطيب إذا خطب . قال الأثرم : قلت لأبي عبد الله : يكون الإمام عن يميني متباعدا ، فإذا أردت أن أنحرف إليه حولت وجهي عن القبلة ، فقال : نعم ، تنحرف إليه وممن كان يستقبل الإمام ابن عمر ، وأنس . وهو قول شريح ، وعطاء ، ومالك ، والثوري ، والأوزاعي ، وسعيد بن عبد العزيز ، وابن جابر ، ويزيد بن أبي مريم ، والشافعي ، وإسحاق ، وأصحاب الرأي .

                                                                                                                                            قال ابن المنذر : هذا كالإجماع . وروي عن الحسن أنه استقبل القبلة ، ولم ينحرف إلى الإمام وعن سعيد بن المسيب أنه كان لا يستقبل هشام بن إسماعيل إذا خطب ، فوكل به هشام شرطيا يعطفه إليه . والأول أولى ; لما روى عدي بن ثابت ، عن أبيه ، عن جده ، قال : { كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا قام على المنبر استقبله أصحابه بوجوههم } ، رواه ابن ماجه . وعن مطيع بن يحيى المدني ، عن أبيه ، عن جده ، قال : { كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قام على المنبر أقبلنا بوجوهنا إليه } . أخرجه الأثرم .

                                                                                                                                            ولأن ذلك أبلغ في سماعهم ، فاستحب ، كاستقبال الإمام إياهم .

                                                                                                                                            التالي السابق


                                                                                                                                            الخدمات العلمية