الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
قل ادعوا شركاءكم ثم كيدون فلا تنظرون

إذن من الله لرسوله بأن يتحداهم بأنهم إن استطاعوا استصرخوا أصنامهم لتتألب على الكيد للرسول - عليه السلام - والمعنى ادعوا شركاءكم لينصروكم علي فتستريحوا مني .

والكيد الإضرار الواقع في صورة عدم الإضرار كما تقدم عند قوله - تعالى - آنفا وأملي لهم إن كيدي متين .

والأمر والنهي في قوله كيدون فلا تنظرون للتعجيز .

وقوله فلا تنظرون تفريع على الأمر بالكيد ، أي فإذا تمكنتم من إضراري فأعجلوا ولا تؤجلوني .

وفي هذا التحدي تعريض بأنه سيغلبهم وينتصر عليهم ويستأصل آلهتهم وقد تحداهم بأتم أحوال النصر وهي الاستنصار بأقدر الموجودات في اعتقادهم ، وأن يكون الإضرار به خفيا ، وأن لا يتلوم له ولا ينتظر ، فإذا لم يتمكنوا من ذلك كان انتفاؤه أدل على عجزهم وعجز آلهتهم .

وحذفت ياء المتكلم من " كيدون " في حالتي الوقف والوصل ، في قراءة الجمهور غير أبي عمرو ، وأما " تنظرون " فقرأه الجميع : بحذف الياء إلا يعقوب أثبتها وصلا ووقفا ، وحذف ياء المتكلم بعد نون الوقاية جد فصيح .

التالي السابق


الخدمات العلمية