الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                            صفحة جزء
                                                                                            25 - 31 - 1 - ( باب غزوة حنين )

                                                                                            10264 - عن أنس قال : قال غلام منا من الأنصار يوم حنين : لن نغلب اليوم من قلة . فما هو إلا أن لقينا عدونا فانهزم القوم ، وكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على بغلة له ، وأبو سفيان بن الحارث آخذ بلجامها ، والعباس عمه آخذ بغرزها . وكنا في واد دهس ، فارتفع النقع فما منا أحد يبصر كفه ، إذا شخص أقبل فقال : " إليك من أنت ؟ " قال : أنا أبو بكر فداك أبي وأمي ، وبه بضع عشرة ضربة .

                                                                                            ثم إذا شخص قد أقبل ، فقال : " إليك من أنت ؟ " قال : أنا عمر بن الخطاب فداك أبي وأمي ، وبه بضع عشرة ضربة .

                                                                                            وإذا شخص قد أقبل وبه بضع وعشرون ضربة ، فقال : " إليك من أنت ؟ " . قال : عثمان بن عفان فداك أبي وأمي .

                                                                                            ثم إذا شخص قد أقبل وبه بضع عشرة ضربة ، فقال : " إليك من أنت ؟ " فقال : علي بن أبي طالب فداك أبي وأمي .

                                                                                            ثم أقبل الناس ، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - : " ألا رجل صيت ينطلق فينادي في القوم ؟ " . فانطلق رجل فصاح فما [ ص: 179 ] هو إلا أن وقع صوته في أسماعهم فأقبلوا راجعين ، فحمل النبي - صلى الله عليه وسلم - وحمل المسلمون معه ، فانهزم المشركون ، وانحاز دريد بن الصمة على جبيل - أو قال : على أكمة - في زهاء ستمائة فقال له بعض أصحابه : أرى والله كتيبة قد أقبلت ، فقال : حلوهم لي ، فقالوا : سيماهم كذا ، حليتهم كذا . قال : لا بأس عليكم ، قضاعة منطلقة في آثار القوم .

                                                                                            فقالوا : نرى والله كتيبة خشناء قد أقبلت . قال : حلوهم لي . قالوا : سيماهم كذا ، حليتهم كذا . قال : لا بأس عليكم هذه سليم .

                                                                                            ثم قالوا : نرى فارسا قد أقبل ، قال : ويلكم ، وحده ؟ قالوا : وحده . قال : حلوه لي ، قالوا : معتجر بعمامة سوداء ، قال دريد : ذاك والله الزبير بن العوام ، وهو والله قاتلكم ، ومخرجكم من مكانكم هذا ، قال : فالتفت إليهم ، فقال : علام هؤلاء هاهنا ؟ فمضى ومن اتبعه فقتل بها ثلاث مائة وحز رأس دريد بن الصمة ، فجعله بين يديه
                                                                                            .

                                                                                            رواه البزار ، وفيه علي بن عاصم بن صهيب ، وهو ضعيف لكثرة غلطه وتماديه فيه ، وقد وثق ، وبقية رجاله ثقات .

                                                                                            التالي السابق


                                                                                            الخدمات العلمية