الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      فتولى عنهم وقال يا قوم لقد أبلغتكم رسالة ربي ونصحت لكم ولكن لا تحبون الناصحين

                                                                                                                                                                                                                                      فتولى عنهم إثر ما شاهد ما جرى عليهم ، تولى مغتم ، متحسر على ما فاتهم من الإيمان ، متحزن عليهم .

                                                                                                                                                                                                                                      وقال يا قوم لقد أبلغتكم رسالة ربي ونصحت لكم بالترغيب والترهيب ، وبذلت فيكم وسعي ، ولكن لم تقبلوا مني ذلك .

                                                                                                                                                                                                                                      وصيغة المضارع في قوله تعالى : ولكن لا تحبون الناصحين حكاية حال ماضية ; أي : شأنكم الاستمرار على بغض الناصحين وعداوتهم ، خاطبهم صلى الله عليه وسلم بذلك خطاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أهل قليب بدر ، حيث قال : " إنا وجدنا ما وعدنا ربنا حقا ، فهل وجدتم ما وعد ربكم حقا " .

                                                                                                                                                                                                                                      وقيل : إنما تولى عنهم قبل نزول العذاب بهم عند مشاهدته صلى الله عليه وسلم لعلاماته ، تولى ذاهب عنهم منكر لإصرارهم على ما هم عليه .

                                                                                                                                                                                                                                      وروي أن عقرهم الناقة كان يوم الأربعاء ، ونزل بهم العذاب يوم السبت ، وروي أنه خرج في مائة وعشرة من المسلمين وهو يبكي ، فالتفت فرأى الدخان ساطعا ، فعلم أنهم قد هلكوا ، وكانوا ألفا وخمسمائة دار ، وروي أنه رجع بمن معه فسكنوا ديارهم .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية