الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
              صفحة جزء
              حدثنا أبو محمد بن حيان ، ثنا أحمد بن علي بن الجارود ، ثنا أبو سعيد الأشج ، ثنا أبو إدريس ، عن حصين . قال : كان من كلام إبراهيم التيمي أنه يقول : أي حسرة أكبر على امرئ من أن يرى عبدا كان له ، خوله الله إياه في الدنيا هو أفضل منزلة منه عند الله يوم القيامة ؟ وأي حسرة على امرئ أكبر من أن يصيب مالا فيرثه غيره فيعمل فيه بطاعة الله تعالى ، فيصير وزره عليه وأجره لغيره ؟ وأي حسرة على امرئ أكبر من أن يرى من كان مكفوف البصر ففتح له عن بصره يوم القيامة وعمي هو ؟ إن من كان قبلكم يفرون من الدنيا وهي مقبلة عليهم ولهم من القدم ما لهم ، وأنتم تتبعونها وهي مدبرة عنكم ، ولكم من الأحداث ما لكم ، فقيسوا أمركم وأمر القوم .

              حدثنا أبي ، ثنا محمد بن جعفر ، ثنا إسماعيل بن يزيد ، ثنا إبراهيم بن الأشعث ، ثنا الفضيل بن عياض . قال : حدثني رجل ، عن إبراهيم التيمي ، أنه قال وهو يعظ أصحابه ، فذكر نحوه . [ ص: 215 ] وقال : أي حسرة على امرئ أكبر من أن يؤتيه الله علما فلم يعمل به ، فسمعه منه غيره فعمل به فيرى منفعته يوم القيامة لغيره .

              حدثنا أبو محمد بن حيان ، ثنا أبو يحيى الرازي ، ثنا هناد بن السري ، ثنا جرير عن مغيرة ، عن إبراهيم التيمي . قال : بلغني أنه يقسم للرجل من أهل الجنة شهوة مائة رجل وأكلهم ونهمتهم ، فإذا أكل سقي شرابا طهورا فخرج من جلده رشح كرشح المسك ثم تعود شهوته .

              حدثنا محمد بن عمرو بن سلم ، ثنا علي بن العباس ، ثنا أبو كريب ، ثنا وكيع ، عن سفيان عن منصور ، عن إبراهيم . قال : إذا رأيت الرجل يتهاون في التكبيرة الأولى ، فاغسل يدك منه .

              حدثنا أبو محمد بن حيان ، ثنا حاجب بن دكين ، ثنا أحمد الدورقي ، ثنا بشر بن سليمان عن مسعر ، عن بكير - أو : أبي بكير - عن إبراهيم التيمي . قال : ينبغي لمن لم يحزن أن يخاف أن يكون من أهل النار ; لأن أهل الجنة قالوا : ( الحمد لله الذي أذهب عنا الحزن ) . وينبغي لمن لم يشفق أن يخاف أن لا يكون من أهل الجنة ; لأنهم قالوا : ( إنا كنا قبل في أهلنا مشفقين ) .

              حدثنا محمد بن أحمد بن إبراهيم في كتابه ، ثنا الحسن بن أحمد بن الليث ، ثنا عبد المؤمن بن علي ، ثنا سلمة بن العوام بن حوشب عن أبيه ، عن إبراهيم التيمي . قال : أعظم الذنب عند الله أن يحدث العبد بما ستر الله تعالى عليه .

              التالي السابق


              الخدمات العلمية