الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      واذكروا إذ أنتم قليل مستضعفون في الأرض تخافون أن يتخطفكم الناس فآواكم وأيدكم بنصره ورزقكم من الطيبات لعلكم تشكرون [ ص: 343 ] قوله تعالى: واذكروا إذ أنتم قليل قال ابن عباس . نزلت في المهاجرين خاصة ، كانت عدتهم قليلة ، وهم مقهورون في أرض مكة ، يخافون أن يستلبهم المشركون ، وفي المراد بالناس ثلاثة أقوال .

                                                                                                                                                                                                                                      أحدها: أنهم أهل مكة . قاله ابن عباس . والثاني: فارس والروم ، قاله وهب بن منبه . والثالث: أنهم المشركون الذين حضروا بدرا ، والمسلمون قليلون يومئذ ، قاله قتادة .

                                                                                                                                                                                                                                      قوله تعالى: فآواكم فيه قولان .

                                                                                                                                                                                                                                      أحدهما: فآواكم إلى المدينة بالهجرة ، قاله ابن عباس ، والأكثرون .

                                                                                                                                                                                                                                      والثاني: جعل لكم مأوى تسكنون فيه آمنين ، ذكره الماوردي .

                                                                                                                                                                                                                                      وفي قوله: وأيدكم بنصره قولان .

                                                                                                                                                                                                                                      أحدهما: قواكم بالملائكة يوم بدر ، قاله الجمهور . والثاني: عضدكم بنصره في بدر وغيرها ، قاله أبو سليمان الدمشقي . وفي قوله: ورزقكم من الطيبات قولان .

                                                                                                                                                                                                                                      أحدهما: أنها الغنائم التي أحلها لهم ، قاله السدي .

                                                                                                                                                                                                                                      والثاني: أنها الخيرات التي مكنهم منها ، ذكره الماوردي .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية