الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                        وقوله: ولو يعجل الله للناس الشر استعجالهم بالخير ؛ يروى أنهم لو أجيبوا في الدعاء على أنفسهم؛ وأهليهم ؛ كقول الرجل لابنه وحميمه: "أماتك الله"؛ و"فعل بك كذا وكذا"؛ وجائز أن يكون عنى قوله: فأمطر علينا حجارة من السماء ؛ وما أشبه ذلك؛ فلو عجل الله ذلك كما يعجل لهم الخير؛ لأهلكهم به؛ ونصب "استعجالهم"؛ على: "مثل استعجالهم بالخير"؛ أي: على نعت مصدر محذوف"؛ والمعنى: "ولو يعجل الله للناس الشر تعجيلا مثل استعجالهم بالخير؛ لقضي إليهم أجلهم"؛ ويقرأ: "لقضى إليهم أجلهم"؛ جميعا؛ جيدتان؛ و"لقضي"؛ أحسنهما؛ لأن [ ص: 9 ] قوله: ولو يعجل الله للناس الشر ؛ يتصل به لقضي إليهم أجلهم

                                                                                                                                                                                                                                        فنذر الذين لا يرجون لقاءنا في طغيانهم يعمهون ؛ "الطغيان في كل شيء": ارتفاعه؛ وعلوه؛ و"العمه": التحير؛ المعنى: "فنذر الذين لا يرجون لقاءنا في غلوهم؛ وكفرهم؛ يتحيرون".

                                                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية