الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                            صفحة جزء
                                                                                            [ ص: 218 ] 25 - 34 - 20 - ( باب وقعة الإسكندرية )

                                                                                            10383 عن عمرو بن العاص قال :

                                                                                            خرج جيش من المسلمين أنا أميرهم ، حتى نزلنا الإسكندرية ، فقال صاحبها : أخرجوا إلي رجلا منكم أكلمه ويكلمني ، فقلت : لا يخرج إليه غيري ، فخرجت ومعي ترجمان ، ومعه ترجمان ، حتى وضع له منبران ، فقال : من أنتم ؟ . فقلنا : نحن العرب ، ونحن أهل الشوك والقرظ ، ونحن أهل بيت الله ، كنا أضيق الناس أرضا ، وأشده عيشا ، نأكل الميتة ، ويغير بعضنا على بعض ، بشر عيش عاش به الناس ، حتى خرج فينا رجل ليس بأعظمنا يومئذ شرفا ، ولا أكثرنا مالا ، فقال : " أنا رسول الله " ، يأمرنا بما لا نعرف ، وينهانا عما كنا عليه وكانت عليه آباؤنا ، فشنفنا له ، وكذبناه ، ورددنا عليه مقالته ، حتى خرج إليه قوم من غيرنا ، فقالوا : نحن نصدقك ونؤمن بك ونتبعك ، ونقاتل من قاتلك ، فخرج إليهم وخرجنا إليه فقاتلناه فقتلنا ، وظهر علينا وغلبنا ، وتناول من يليه من العرب ، فقاتلهم حتى ظهر عليهم ، فلو يعلم من ورائي ما أنتم فيه من العيش لم يبق أحد إلا جاءكم حتى يشرككم فيما أنتم فيه من العيش . فضحك ثم قال : إن رسولكم قد صدق ، قد جاءتنا رسلنا بمثل الذي جاءكم به رسولكم ، فكنا عليه ، حتى ظهر فينا ملوك ، فجعلوا يعملون فينا بأهوائهم ، ويتركون أمر الأنبياء ، فإن أنتم أخذتم بأمر نبيكم ، لم يقاتلكم أحد إلا غلبتموه ، ولم يتناولكم أحد إلا ظهرتم عليه . فإذا فعلتم مثل الذي فعلنا ، وتركتم أمر الأنبياء ، وعملتم مثل الذي عملوا بأهوائهم ، خلي بيننا وبينكم ، فلم تكونوا أكثر منا عددا ، ولا أشد منا قوة . قال عمرو بن العاص : فما كلمت رجلا أذكى منه . .

                                                                                            رواه الطبراني ، وفيه محمد بن عمرو بن علقمة وهو حسن الحديث ، وبقية رجاله ثقات .

                                                                                            التالي السابق


                                                                                            الخدمات العلمية