الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          د ي ن : ( الدين ) واحد ( الديون ) وقد ( دانه ) أقرضه فهو ( مدين ) و ( مديون ) . و ( دان ) هو أي استقرض فهو ( دائن ) أي عليه دين وبابهما باع . قلت : فصار دان مشتركا بين الإقراض والاستقراض وكذا الدائن . ورجل ( مديون ) كثر ما عليه من الدين و ( مديان ) أي عادته أن يأخذ بالدين ويستقرض . و ( أدان ) فلان باع إلى أجل تقول منه ( أدني ) عشرة دراهم . و ( ادان ) بالتشديد استقرض وهو افتعل . وفي الحديث : " ادان معرضا " أي استدان والمعرض ذكر تفسيره في [ ع ر ض ] و ( تداينوا ) تبايعوا بالدين . و ( استدان ) استقرض . و ( داينت ) فلانا إذا عاملته فأعطيته دينا وأخذت منه بدين . و ( الدين ) بالكسر العادة والشأن و ( دانه ) يدينه ( دينا ) بالكسر أذله واستعبده ( فدان ) . وفي الحديث : " الكيس من دان نفسه وعمل لما بعد الموت " . و ( الدين ) أيضا الجزاء والمكافأة يقال : ( دانه ) يدينه ( دينا ) أي جازاه . يقال : كما ( تدين تدان ) أي كما تجازي تجازى بفعلك وبحسب ما عملت . وقوله تعالى : " إنا لمدينون " أي لمجزيون محاسبون ومنه ( الديان ) في صفة الله تعالى . و ( المدين ) العبد و ( المدينة ) الأمة كأنهما أذلهما العمل . و ( دانه ) ملكه وقيل منه سمي المصر ( مدينة ) . و ( الدين ) أيضا الطاعة تقول : ( دان ) له يدين ( دينا ) أي أطاعه ومنه ( الدين ) والجمع ( الأديان ) ويقال : ( دان ) بكذا ( ديانة ) فهو ( دين ) و ( تدين ) به فهو ( متدين ) و ( دينه تديينا ) وكله إلى دينه .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية