الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                          فصل . يستحب كون الأثواب ثلاث لفائف بيض ، لا واحد منها [ حبرة ] يخمر وحده ( هـ ) ويستحب تبخيرها ، زاد غير واحد : ثلاثا ، للخبر ، والمراد وترا ، بعد رشها بماء ورد أو غيره ، ليعلق ، ويبسط بعضها ، فوق بعض ، وأحسنها أعلاها ، ليظهر للناس عادة الحي ، ويذر بينها حنوط وهو أخلاط من طيب لا ظاهر العليا ( و ) ولا على الثوب الذي على النعش ( و ) نقله [ الجماعة ] لكراهة السلف ، وعنه : ولا كل العليا ( خ ) ثم يوضع عليها مستلقيا ، ويحنط قطن يجعل منه بين أليتيه ، ويشد فوقه خرقة تجمع أليتيه ومثانته ، ويجعل الباقي على منافذ وجهه ، قال ابن شهاب : يجنب القطن إلا لما لا بد منه ، كمنافذه .

                                                                                                          وفي الغنية : إن خاف حشاه بقطن وكافور .

                                                                                                          وفي المستوعب : إن خاف فلا بأس به ، [ ص: 228 ] نص عليه ويطيب مواضع سجوده ومغابنه ، نص عليه ، وتطييب كله حسن ، وعنه : الكل سواء ، والمنصوص : يكره داخل عينيه ( و ) ويكره ورس وزعفران في حنوط ، قال صاحب المحرر : لأجل لونه ، فربما ظهر على الكفن .

                                                                                                          وقال أبو المعالي : لاستعماله غذاء وزينة ، ولا يعتاد التطيب به ، قال : ويكره طليه بصبر ليمسكه ويغيره ، ما لم ينقل ، ثم يرد طرف اللفافة العليا من الجانب الأيسر على شقه الأيمن ، ثم طرفها الأيمن على الأيسر ، ثم الثانية ، والثالثة كذلك ، جزم به جماعة ، منهم صاحب الفصول المستوعب والمحرر وقال : لأنه عادة لبس الحي في قباء ورداء ونحوهما ، وجزم الشيخ وغيره بالعكس ، لئلا يسقط عنه الطرف الأيمن إذا وضع على يمينه في القبر ، ويتوجه احتمال أنهما سواء ، ويجعل ما عند رأسه أكثر من رجليه ; لشرفه والفاصل عن وجهه ورجليه عليهما ، ويعقدها إن خاف انتشارها ، فلذا تحل العقد في القبر ، زاد أبو المعالي وغيره : ولو نسي بعد تسوية التراب عليه قريبا ; لأنه سنة ، ويكره تخريقه ، وكرهه أحمد ، قال : فإنهم يتزاورون فيها .

                                                                                                          وقال أبو المعالي : إلا لخوف نبشه ، قال أبو الوفاء : ولو خيف ، وهو ظاهر كلام غيره ، ولا يحل الإزار نص عليه ، ويجوز ، وظاهر الهداية يكره في مئزر ثم قميص ، والمنصوص : بكمين ودخاريص لا يزر ; لأنه لا يسن للحي زره فوق إزار ، لعدم الحاجة ; لأنه عليه السلام كان قميصه [ ص: 229 ] مطلق الأزرار ، كذا قال صاحب المحرر ، ويتوجه عكسه للحي ; لأنه العادة والعرف ، والأصل التقرير وعدم التغيير ، ويأتي كلام أحمد فيمن يدخل القبر : تحل أزراره ؟ قال : لا . وظاهره الاستحباب ، وأنها لا تحل لذلك .

                                                                                                          وفي اللباس للقاضي وجزم به صاحب النظم : لا يكره حل الأزرار ، واحتج بخبر قرة المذكور ، وبقول ثابت بن عبيد : ما رأيت ابن عباس وابن عمر زارين قميصا قط ، وإنما أشار صاحب المحرر إلى خبر قرة ، وليس في الخبر إلا { أن قرة المزني رأى النبي صلى الله عليه وسلم كذلك } ، لكن كان قرة لا يزر قميصه ، وكذلك ابنه معاوية وابن معاوية إياس ، لا في شتاء ولا صيف ، إسناده جيد ، رواه أحمد وأبو داود ، وقيل يزره ، وهو في رواية في الواضح . ثم لفافة فوقهما ، وعنه : يستحب ذلك ، وليس المستحب قميصا ثم إزارا يستره كله ثم لفافة كذلك .

                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                          الخدمات العلمية