الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                              6317 [ ص: 376 ] 27 - باب: إثم من لا يفي بالنذر

                                                                                                                                                                                                                              6695 - حدثنا مسدد، عن يحيى، عن شعبة قال: حدثني أبو جمرة، حدثنا زهدم بن مضرب قال: سمعت عمران بن حصين يحدث عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: " خيركم قرني، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم -قال عمران: لا أدري ذكر ثنتين أو ثلاثا بعد قرنه- ثم يجيء قوم ينذرون ولا يفون، ويخونون ولا يؤتمنون، ويشهدون ولا يستشهدون، ويظهر فيهم السمن" [انظر: 2651 - مسلم: 2535 - فتح: 11 \ 580].

                                                                                                                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                              ذكر فيه حديث عمران بن حصين - رضي الله عنهما - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "خيركم قرني، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم" ... الحديث، وقد سلف غير مرة.

                                                                                                                                                                                                                              وموضع الحاجة منه قوله: "ثم يجيء قوم ينذرون ولا يفون" وهو يوجب الذم والنقص لمن لم يف بالنذر ، وهذا من أشراط الساعة، وقرن الشارع من لم يف بالنذر بخيانة الأمانة في قوله: "ينذرون ولا يفون ويخونون ولا يؤتمنون" وذلك أن من لم يف لله تعالى بما عاهده فقد خان أمانته في نقضه ما جعل (لربه) على نفسه، فأشبه ذلك من خان غيره فيما ائتمنه عليه، والأول أعظم خيانة وأشد إثما، وأثنى الله تعالى على أهل الوفاء به فقال: يوفون بالنذر [الإنسان: 7] الآية فدل هذا أن الوفاء بالنذر مما يدفع به شر ذلك اليوم.

                                                                                                                                                                                                                              [ ص: 377 ] فصل:

                                                                                                                                                                                                                              وقوله: ("ويظهر فيهم السمن") هو كناية عن رغبتهم في الدنيا وإيثارهم شهواتها على الآخرة وما أعد الله فيها لأوليائه من الشهوات التي لا تنفد، والنعيم الذي لا يبيد، فهم يأكلون في الدنيا كما تأكل الأنعام ولا يقتدون بمن كان قبلهم من السلف، الذين كانت همتهم من الدنيا في أخذ القوت والبلغة وتوفير الشهوات إلى آخره.

                                                                                                                                                                                                                              فصل:

                                                                                                                                                                                                                              وقوله: ("ينذرون ولا يفون") كذا وقع، ثلاثي، وهو صحيح يقال: وفى بعهده وأوفى. ولغة القرآن أولى: رباعي.




                                                                                                                                                                                                                              الخدمات العلمية