الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      قل للذين كفروا إن ينتهوا يغفر لهم ما قد سلف وإن يعودوا فقد مضت سنت الأولين

                                                                                                                                                                                                                                      قوله تعالى: قل للذين كفروا نزلت في أبي سفيان وأصحابه ، قاله أبو صالح عن ابن عباس . وفي معنى الآية قولان . [ ص: 357 ] أحدهما: إن ينتهوا عن المحاربة ، يغفر لهم ما قد سلف من حربهم ، فلا يؤاخذون به; وإن يعودوا إلى المحاربة ، فقد مضت سنة الأولين في نصر الله أولياءه وقيل: في قتل من قتل يوم بدر وأسر .

                                                                                                                                                                                                                                      والثاني: إن ينتهوا عن الكفر ، يغفر لهم ما قد سلف من الإثم; وإن يعودوا إليه ، فقد مضت سنة الأولين من الأمم السالفة حين أخذوا بالعذاب المستأصل . قال يحيى بن معاذ في هذه الآية: إن توحيدا لم يعجز عن هدم ما قبله من كفر ، لا يعجز عن هدم ما بعده من ذنب .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية