الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                        فلما أنجاهم إذا هم يبغون في الأرض ؛ المعنى: فلما أنجاهم بغوا؛ و"البغي": الترامي في الفساد؛ قال الأصمعي : يقال: "بغى الجرح؛ يبغي؛ بغيا"؛ إذا ترامى إلى فساد؛ و"بغت المرأة بغاء"؛ إذا فجرت.

                                                                                                                                                                                                                                        وقوله: إنما بغيكم على أنفسكم متاع الحياة الدنيا ؛ وتقرأ: "متاع الحياة الدنيا"؛ خبرا لقوله: بغيكم على أنفسكم ؛ ويجوز أن يكون خبر الابتداء "على أنفسكم"؛ ويكون "متاع الحياة الدنيا" على إضمار "هو"؛ ومعنى الكلام أن ما تنالونه بهذا الفساد والبغي إنما تتمتعون به في الدنيا؛ ثم إلينا مرجعكم؛ ومن نصب "متاع الحياة الدنيا"؛ فعلى المصدر؛ المعنى: تتمتعون متاع الحياة الدنيا؛ لأن قوله: إنما بغيكم على أنفسكم ؛ يدل على أنهم يتمتعون؛ ومعنى "بغيكم على أنفسكم"؛ أي: "عملكم بالظلم عليكم يرجع"؛ كما قال - جل وعز -: من عمل صالحا فلنفسه ومن أساء فعليها

                                                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية