الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          [ ثقف ]

                                                          ثقف : ثقف الشيء ثقفا وثقافا وثقوفة : حذقه . ورجل ثقف وثقف وثقف : حاذق فهم ، وأتبعوه فقالوا : ثقف لقف . وقال أبو زياد : رجل ثقف لقف رام راو . اللحياني : رجل ثقف لقف ، وثقف لقف ، وثقيف لقيف ، بين الثقافة واللقافة . ابن السكيت : رجل ثقف لقف إذا كان ضابطا لما يحويه قائما به . ويقال : ثقف الشيء وهو سرعة التعلم . ابن دريد : ثقفت الشيء حذقته وثقفته إذا ظفرت به . قال الله تعالى : فإما تثقفنهم في الحرب . وثقف الرجل ثقافة أي : صار حاذقا خفيفا مثل ضخم ، فهو ضخم ، ومنه المثاقفة . وثقف أيضا ثقفا مثل تعب تعبا أي : صار حاذقا فطنا فهو ثقف ، وثقف مثل حذر وحذر ، وندس وندس ; ففي حديث الهجرة : وهو غلام لقن ثقف أي : ذو فطنة وذكاء ، والمراد أنه ثابت المعرفة بما يحتاج إليه . وفي حديث أم حكيم بنت عبد المطلب : إني حصان فما أكلم ، وثقاف فما أعلم . وثقف الخل ثقافة وثقف فهو ثقيف وثقيف - بالتشديد - الأخيرة على النسب : حذق وحمض جدا ، مثل بصل حريف ، قال : وليس بحسن . وثقف الرجل : ظفر به . وثقفته ثقفا مثال بلعته بلعا أي : صادفته وقال :


                                                          فإما تثقفوني فاقتلوني فإن أثقف فسوف ترون بالي

                                                          وثقفنا فلانا في موضع كذا أي : أخذناه ، ومصدره الثقف . وفي التنزيل العزيز : واقتلوهم حيث ثقفتموهم . والثقاف والثقافة : العمل بالسيف ; قال :


                                                          وكأن لمع بروقها     في الجو أسياف المثاقف

                                                          وفي الحديث : إذا ملك اثنا عشر من بني عمرو بن كعب كان الثقف والثقاف إلى أن تقوم الساعة ، يعني الخصام والجلاد . والثقاف : حديدة تكون مع القواس والرماح يقوم بها الشيء المعوج . وقال أبو حنيفة : الثقاف خشبة قوية قدر الذراع في طرفها خرق يتسع للقوس وتدخل فيه على شحوبتها ، ويغمز منها حيث يبتغى أن يغمز حتى [ ص: 29 ] تصير إلى ما يراد منها ولا يفعل ذلك بالقسي ولا بالرماح إلا مدهونة مملولة أو مضهوبة على النار ملوحة ، والعدد أثقفة ، والجمع ثقف . والثقاف : ما تسوى به الرماح ; ومنه قول عمرو :


                                                          إذا عض الثقاف بها اشمأزت     تشج قفا المثقف والجبينا

                                                          وتثقيفها : تسويتها . وفي المثل : دردب لما عضه الثقاف ; قال : الثقاف خشبة تسوى بها الرماح . وفي حديث عائشة تصف أباها - رضي الله عنهما - : وأقام أوده بثقافه ، الثقاف ما تقوم به الرماح ، تريد أنه سوى عوج المسلمين . وثقيف : حي من قيس ، وقيل : أبو حي من هوازن ، واسمه قسي ، قال : وقد يكون ثقيف اسما للقبيلة ، والأول أكثر . قال سيبويه : أما قولهم : هذه ثقيف فعلى إرادة الجماعة ، وإنما قال ذلك لغلبة التذكير عليه ، وهو مما لا يقال فيه من بني فلان ، وكذلك كل ما لا يقال من بني فلان التذكير فيه أغلب كما ذكر في معد وقريش ، قال سيبويه : النسب إلى ثقيف ثقفي على غير قياس .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية