الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                        قوله: هنالك تبلو كل نفس ما أسلفت ؛ [ ص: 17 ] "هنالك": ظرف؛ المعنى: "في ذلك الوقت تبلو"؛ وهو منصوب بـ "تبلو"؛ إلا أنه غير متمكن؛ واللام زائدة؛ والأصل "هناك"؛ وكسرت اللام لسكونها؛ وسكون الألف؛ والكاف للمخاطبة؛ ومعنى "تبلو": تخبر؛ أي: "تعلم كل نفس ما قدمت"؛ ومثل "هنالك"؛ قول زهير :


                                                                                                                                                                                                                                        هنالك إن يستخبلوا المال يخبلوا وإن يسألوا يعطوا وإن ييسروا يغلوا

                                                                                                                                                                                                                                        وقرئت: "هنالك تتلو"؛ بتاءين؛ وفسرها الأخفش وغيره من النحويين: "تتلو": من "التلاوة"؛ أي: "تقرأ كل نفس"؛ ودليل ذلك قوله: وكل إنسان ألزمناه طائره في عنقه ؛ إلى قوله: اقرأ كتابك ؛ وفسروه أيضا: "تتبع كل نفس ما أسلفت"؛ ومثله قول الشاعر:


                                                                                                                                                                                                                                        قد جعلت دلوي تستتليني     ولا أحب تبع القرين

                                                                                                                                                                                                                                        أي: تستتبعني؛ أي: تستدعي اتباعي لها؛ وردوا إلى الله مولاهم الحق

                                                                                                                                                                                                                                        القراءة "الحق"؛ من صفة "الله" - عز وجل -؛ ويجوز: "الحق"؛ و"الحق"؛ والنصب [ ص: 18 ] من جهتين؛ إحداهما: "ردوا حقا"؛ ثم أدخلت الألف واللام؛ ويجوز على تقدير: "هو مولاهم الحق"؛ أي: "يحق ذلك حقا"؛ وفيه جهة ثالثة في النصب: على المدح؛ هي: "اذكر مولاهم الحق"؛ ومن قرأ: "الحق"؛ بضم القاف؛ فعلى "هو مولاهم الحق؛ لا من جعلوا معه من الشركاء"؛ وضل عنهم ما كانوا يفترون

                                                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية