الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
اختيار هذا الخط
الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
685 717 - حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=11928أبو الوليد هشام بن عبد الملك ، ثنا nindex.php?page=showalam&ids=16102شعبة ، قال : أخبرني nindex.php?page=showalam&ids=16718عمرو بن مرة ، قال : سمعت nindex.php?page=showalam&ids=15957سالم بن أبي الجعد ، قال : سمعت nindex.php?page=showalam&ids=114النعمان بن بشير ، قال : nindex.php?page=hadith&LINKID=650676قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( nindex.php?page=treesubj&link=1674لتسون صفوفكم ، أو ليخالفن الله بين وجوهكم ) .
686 718 - حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=15304أبو معمر ، ثنا nindex.php?page=showalam&ids=16501عبد الوارث ، عن عبد العزيز ، عن nindex.php?page=showalam&ids=9أنس بن مالك ، nindex.php?page=hadith&LINKID=650677أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( أتموا nindex.php?page=treesubj&link=1674الصفوف ؛ فإني أراكم خلف ظهري ) .
حديث النعمان ، خرجه nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم من رواية nindex.php?page=showalam&ids=16052سماك بن حرب ، عنه ، بزيادة ، وهي في أوله ، وهي : nindex.php?page=hadith&LINKID=662580 ( كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يسوي صفوفنا حتى كأنما يسوي القداح ، حتى رأى أنا قد عقلنا عنه ، ثم خرج يوما فقام حتى كاد يكبر ، فرأى رجلا باديا صدره من الصف ، فقال : عباد الله لتسون صفوفكم أو ليخالفن الله بين وجوهكم ) .
ومعناه : أنه كان يقوم الصفوف ويعدلها قبل الصلاة كما يقوم السهم .
وقد توعد على ترك تسوية الصفوف بالمخالفة بين الوجوه ، وظاهره : يقتضي مسخ الوجوه وتحويلها إلى صور الحيوانات أو غيرها ، كما قال : nindex.php?page=hadith&LINKID=657655 ( أما يخشى الذي يرفع رأسه قبل الإمام أن يحول الله رأسه رأس حمار - أو صورته صورة حمار - ) .
وظاهر هذا الوعيد يدل على تحريم ما توعد عليه .
[ ص: 249 ] وفي ( مسند الإمام nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد ) بإسناد فيه ضعف ، عن nindex.php?page=showalam&ids=481أبي أمامة ، عن النبي صلى الله عليه وسلم : nindex.php?page=hadith&LINKID=702041 ( لتسون الصفوف ، أو لتطمسن وجوهكم ، ولتغضن أبصاركم ، أو لتخطفن أبصاركم ) .
وقد خرج nindex.php?page=showalam&ids=13933البيهقي حديث nindex.php?page=showalam&ids=16052سماك ، عن النعمان ، الذي خرجه nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم بزيادة في آخره ، وهي : nindex.php?page=hadith&LINKID=650676 ( أو ليخالفن الله بين وجوهكم يوم القيامة ) .
وهذه الزيادة تدل على الوعيد على ذلك في الآخرة ، لا في الدنيا .
وقد روي الوعيد على ذلك باختلاف القلوب ، والمراد : تنافرها وتباينها .
فخرج nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم من حديث nindex.php?page=showalam&ids=91أبي مسعود الأنصاري ، قال : nindex.php?page=hadith&LINKID=657662كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يمسح مناكبنا في الصلاة ، ويقول : ( استووا ولا تختلفوا فتختلف قلوبكم ) .
وسيأتي من حديث nindex.php?page=showalam&ids=114النعمان بن بشير - أيضا - نحوه .
وخرج nindex.php?page=showalam&ids=11998أبو داود nindex.php?page=showalam&ids=15397والنسائي نحوه من حديث nindex.php?page=showalam&ids=48البراء بن عازب .
وأما أمره في حديث nindex.php?page=showalam&ids=9أنس بإقامة الصفوف ، فالمراد به : تقويمها .
وقوله : ( فإني أراكم من وراء ظهري ) إعلام لهم بأنه صلى الله عليه وسلم لا يخفى عليه حالهم في الصلاة ؛ فإنه يرى من وراء ظهره كما يرى من بين يديه ، ففي هذا حث لهم على إقامة الصفوف إذا صلوا خلفه .
وقد سبق القول في رؤيته وراء ظهره ، وأنه صلى الله عليه وسلم وإن كان الله قد توفاه ونقله من هذه الدار ، فإن المصلي يناجي ربه وهو قائم بين يدي من لا يخفى عليه سره [ ص: 250 ] وعلانيته ، فليحسن وقوفه وصلاته ؛ فإنه بمرأى من الله ومسمع .
وقد روي أن تسوية الصفوف وإقامتها توجب تآلف القلوب :
فروى nindex.php?page=showalam&ids=14687الطبراني من طريق سريج بن يونس ، عن أبي خالد الأحمر ، عن nindex.php?page=showalam&ids=16878مجالد ، عن nindex.php?page=showalam&ids=14577الشعبي ، عن الحارث ، عن nindex.php?page=showalam&ids=8علي ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : nindex.php?page=hadith&LINKID=2001923 ( استووا تستوي قلوبكم ، وتماسوا تراحموا ) .
وفي ( صحيح nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم ) عن nindex.php?page=showalam&ids=21حذيفة ، عن النبي صلى الله عليه وسلم ، قال : nindex.php?page=hadith&LINKID=883862 ( فضلنا على الناس بثلاث : جعلت صفوفنا كصفوف الملائكة ) ... الحديث .
وفيه - أيضا - عن nindex.php?page=showalam&ids=98جابر بن سمرة ، قال : nindex.php?page=hadith&LINKID=657659خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : ( ألا تصفون كما تصف الملائكة عند ربها ؟ ) فقلنا : يا رسول الله ، وكيف تصف الملائكة عند ربها ؟ قال : ( يتمون الصفوف الأولى ، ويتراصون في الصف ) .
وروى nindex.php?page=showalam&ids=11970ابن أبي حاتم من رواية nindex.php?page=showalam&ids=12179أبي نضرة ، قال : كان nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر إذا أقيمت الصلاة استقبل الناس بوجهه ، ثم قال : أقيموا صفوفكم ، استووا قياما ، يريد الله بكم هدي الملائكة ، ثم يقول : nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=165وإنا لنحن الصافون تأخر فلان ، تقدم [ ص: 251 ] فلان ، ثم يتقدم فيكبر .