الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      قوله تعالى : ومساكن طيبة . الآية . أخرج ابن أبي حاتم ، وابن مردويه ، عن الحسن قال : سألت عمران بن حصين وأبا هريرة عن تفسير : ومساكن طيبة في جنات عدن قالا : على الخبير سقطت، سألنا عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : قصر من لؤلؤة في الجنة، في ذلك القصر سبعون دارا من ياقوتة حمراء في كل دار سبعون بيتا من زمردة خضراء، في كل بيت سبعون سريرا على كل سرير سبعون فراش من كل لون، على كل فراش امرأة من الحور العين، في كل بيت سبعون مائدة، في كل مائدة سبعون لونا من كل طعام، في كل بيت سبعون وصيفا ووصيفة، فيعطى المؤمن من القوة في كل غداة ما يأتي على ذلك كله .

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 439 ] وأخرج ابن أبي حاتم ، عن سليم بن عامر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : الجنة مائة درجة : فأولها من فضة، أرضها فضة ومساكنها فضة، وآنيتها فضة وترابها مسك، والثانية من ذهب أرضها ذهب ومساكنها ذهب وآنيتها ذهب وترابها مسك، والثالثة لؤلؤ أرضها لؤلؤ ومساكنها لؤلؤ وآنيتها لؤلؤ وترابها مسك، وسبعة وتسعون بعد ذلك ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن أبي حاتم ، عن أبي حازم قال : إن الله ليعد للعبد من عبيده في الجنة لؤلؤة مسيرة أربعة برد أبوابها وغرفها ومغاليقها ليس فيها فصم ولا قصم، والجنة مائة درجة : فثلاث منها ورق وذهب ولؤلؤ وزبرجد وياقوت وسبعة وتسعون لا يعلمهما إلا الذي خلقها .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن أبي شيبة ، عن ابن عمر قال : إن أدنى أهل الجنة منزلة رجل له ألف قصر، ما بين كل قصرين مسيرة سنة، يرى أقصاها كما يرى أدناها، في كل قصر من الحور العين والرياحين والولدان ما يدعو بشيء إلا أتي به .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن أبي شيبة ، عن مغيث بن سمي قال : إن في الجنة قصورا من ذهب وقصورا من فضة وقصورا من ياقوت وقصورا من زبرجد؛ جبالها [ ص: 440 ] المسك وترابها الورس والزعفران .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن أبي شيبة ، عن كعب قال : إن في الجنة ياقوتة ليس فيها صدع ولا وصل؛ وفيها سبعون ألف دار في كل دار سبعون ألفا من الحور العين، لا يدخلها إلا نبي أو صديق، أو شهيد، أو إمام عادل، أو محكم في نفسه، قيل لكعب : وما المحكم في نفسه؟ قال : الرجل يأخذه العدو فيحكمونه بين أن يكفر أو يلزم الإسلام فيقتل، فيختار أن يلزم الإسلام .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية