الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
              صفحة جزء
              حدثنا محمد بن علي بن ياسين ، ثنا الحسن بن علي بن نصر ، ثنا محمد بن عبد الكريم ، ثنا الهيثم بن عدي ، ثنا ابن عياش ، ثنا الشعبي ، قال : حدثني عجلان مولى زياد وكان حاجبه . قال : كان زياد إذا خرج من منزله مشيت أمامه إلى المسجد ، فإذا دخل مشيت أمامه إلى المجلس ، فدخل مجلسه ذات يوم فإذا هو بهر في زاوية البيت ، فذهبت أزجره ، فقال : دعه يقارب ما له . ثم صلى الظهر ثم عاد إلى مجلسه ، ثم صلى العصر فعاد إلى مجلسه ، كل ذلك يلاحظ الهر ، فلما كان قبيل غروب الشمس خرج جرذ فوثب إليه فأخذه ، فقال زياد : من كانت له حاجة فليواظب عليها مواظبة الهر يظفر بها . قال : وحدثني عجلان ، قال : قال لي زياد : أدخل علي ويحك رجلا عاقلا . قال : قلت : لا أعرف من تعني ؟ قال : لا يخفى العاقل في وجهه وقده ، فخرجت فإذا أنا برجل حسن الوجه مديد القامة فصيح اللسان ، قلت : ادخل ، فدخل فقال زياد : يا هذا ، إني قد أردت مشورتك في أمر ، فما عندك ؟ قال :أنا حاقن ولا رأي لحاقن . قال : يا عجلان ، أدخله المتوضأ . قال : ثم خرج فقال له : ما عندك ؟ فقال : إني جائع ولا رأي لجائع . قال : يا عجلان ، ائت بطعام . فأتى به ، قال : فطعم ، فقال : سل عما بدا لك . فما سأله عن شيء إلا وجد [ ص: 318 ] عنده منه بعض ما يريد ، فكتب زياد إلى عماله : لا تنظروا في حوائج الناس وأحد منكم حاقن أو جائع .

              حدثنا أبو محمد بن حيان ، ثنا إبراهيم بن سفيان ، ثنا إبراهيم بن نصر ، ثنا موسى بن إسماعيل ، ثنا قيس ، عن عاصم الأحول ، عن الشعبي ، قال : كان يقال : التائب من الذنب كمن لا ذنب له ، إن الله يحب التوابين ويحب المتطهرين ، فإذا أحب الله عبدا لم يضره ذنب ، وذنب لا يضر كذنب لم يعمل .

              حدثنا عبد الله بن محمد ، قال : ثنا عبد الله بن بندار الباطرقاني ، ثنا عبد الله بن عمر بن أبان ، ثنا وكيع ، ثنا طلحة بن أبي طلحة القناد ، سمعت الشعبي يقول : لو كانت الأرض تنقص لضاق عليك حشك ، ولكن تنقص النفس والثمرات .

              حدثنا أبو بكر الآجري ، ثنا عمر بن أيوب ، ثنا شريح بن يونس ، ثنا سعيد بن محمد الوراق ، ثنا مطرف ، عن الشعبي ، قال : البس من الثياب ما لا يزدريك فيه السفهاء ، ولا يعيبه عليك العلماء .

              حدثنا عبد الرحمن بن محمد بن جعفر ، ثنا محمد بن عبد الله بن رسته ، ثنا محمد بن حميد ، ثنا أبو داود ، ثنا قيس ، عن أشعث ، عن الشعبي ، قال : إني لأدع اللحم مخافة النسيان .

              حدثنا أبي ، ثنا محمد بن إبراهيم بن يحيى ، ثنا يعقوب الدورقي ، ثنا عبد الرحمن ، قال : ثنا حماد بن سلمة ، عن عامر الأحول ، عن الشعبي ، قال : زين العلم حلم أهله .

              حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن ، ثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة ، ثنا إسماعيل بن بهرام ، ثنا عبد الرحمن ، عن مالك بن مغول ، عن مجاهد ، عن الشعبي قال : من اجتنب مجلس حيه ، كثر علمه وزكى عمله .

              حدثنا أبو أحمد الغطريفي ، ثنا معروف بن محمد الجرجاني ، ثنا العطاردي ، ثنا يونس بن بكير ، عن يونس بن أبي إسحاق ، قال : سئل الشعبي من الظهر إلى العصر ، فقال : لو كنتم تلقمونني الخبيص لكرهت .

              [ ص: 319 ] حدثنا محمد بن أحمد ، ثنا أحمد بن موسى الخطمي ، ثنا سهل بن بحر ، ثنا عبد الله بن رشيد ، ثنا أبو عبيدة ، عن أبي سلمة الواسطي ، عن أبي زيد ، قال : سألت الشعبي عن شيء فغضب وحلف أن لا يحدثني ، فذهبت فجلست على بابه ، فقال : يا أبا زيد ، إن يميني إنما وقعت على نيتي ، فرغ لي قلبك واحفظ عني ثلاثا ، لا تقولن لشيء خلقه الله : لم خلق هذا ؟ وما أراد به ؟ ولا تقولن لشيء لا تعلمه : إني أعلمه ، وإياك والمقايسة في الدين ، فإذا أنت قد أحللت حراما أو حرمت حلالا ، وتزل قدم بعد ثبوتها ، قم عني يا أبا زيد .

              حدثنا أبو حامد بن جبلة ، ثنا محمد بن إسحاق ، ثنا محمد بن إسماعيل بن سمرة ، ثنا وهب بن إسماعيل الأسدي ، عن داود الأودي ، قال : قال الشعبي : أحدثك ثلاثة أحاديث لها شأن ؟ قلت : بلى . قال : إذا سألت عن مسألة فأجبت فيها فلا تتبع مسألتك أرأيت أرأيت ؛ فإن الله تعالى قال في كتابه : ( أرأيت من اتخذ إلهه هواه ) حتى فرغ من الآية . وحديث آخر أحدثك به : إذا سئلت عن شيء فلا تقس بشيء فتحرم حلالا وتحل حراما . والثالثة لها شأن إذا سئلت عما لا علم لك به فقل : لا علم لي وأنا شريكك .

              حدثنا أبو بكر بن مالك ، ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل ، حدثني أبي ، ثنا سفيان ، عن الشعبي ، أنه قال : إذا سألوا عن الملتبس . زياد ذات وقر لا تنقاد ولا تنساق ، ولو سئل عنها أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم لعضلت بهم .

              حدثنا سليمان بن أحمد ، ثنا إسحاق بن إبراهيم ، أنبأنا عبد الرزاق ، عن معمر ، والثوري ، عن ابن أبجر ، قال : قال الشعبي : ما حدثوك عن أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم ورضي عنهم فخذه ، وما قالوا برأيهم فبل عليه .

              حدثنا حبيب بن الحسن إملاء ، ثنا أبو مسلم الكشي ، ثنا عبد الرحمن بن حماد الشعبي عن مسألة ، فقال : قال فيها - عمر بن الخطاب كذا ، وقال علي بن أبي طالب كذا ، فقلت للشعبي : ما ترى ؟ قال :ما تصنع برأي بعد قولهما ، إذا أخبرتك برأي فبل عليه .

              التالي السابق


              الخدمات العلمية