الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                        وجاوزنا ببني إسرائيل البحر فأتبعهم فرعون وجنوده بغيا وعدوا حتى إذا أدركه الغرق قال آمنت أنه لا إله إلا الذي آمنت به بنو إسرائيل وأنا من المسلمين آلآن وقد عصيت قبل وكنت من المفسدين

                                                                                                                                                                                                                                        وجاوزنا ببني إسرائيل البحر أي جوزناهم في البحر حتى بلغوا الشط حافظين لهم ، وقرئ « جوزنا » وهو من فعل المرادف لفاعل كضعف وضاعف . فأتبعهم فأدركهم يقال تبعته حتى أتبعته . فرعون وجنوده [ ص: 123 ] بغيا وعدوا باغين وعادين ، أو للبغي والعدو وقرئ « وعدوا » . حتى إذا أدركه الغرق لحقه . قال آمنت أنه أي بأنه . لا إله إلا الذي آمنت به بنو إسرائيل وأنا من المسلمين وقرأ حمزة والكسائي أنه بالكسر على إضمار القول أو الاستئناف بدلا وتفسيرا لـ آمنت فنكب عن الإيمان أوان القبول وبالغ فيه حين لا يقبل .

                                                                                                                                                                                                                                        آلآن أتؤمن آلآن وقد أيست من نفسك ولم يبق لك اختيار . وقد عصيت قبل قبل ذلك مدة عمرك . وكنت من المفسدين الضالين المضلين عن الإيمان .

                                                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية